وبدأت رحلة الابتلاءات منذ سنوات ..
بقلم محمود أيوب مسؤول العلاقات الخارجية في لجنة حقوق الإنسان في سوريا ( ماف)..
وتشردت الأسر ..
وخسرت الأمهات فلذات أكبادها ..
وخسر الرجال الأموال ..
وفقد الآمنون بيوتهم .. ومصادر رزقهم ..
وتاهت الملايين في الأرض في تيهٍ لا يعلم نهايته إلا الله ..
ابتلاء أفقد البعض عقله..
والبعض الآخر مبادئه ..
والبعض دينه ..
ابتلاء لم يعرف غنياً أو فقيراً ..
صالحاً أو غير صالح ..
ابتلاء أفنى القلوب وحير الأفئدة ..
ابتلاء كشف الستر عنا ..
ابتلاء عصر القلوب عصراً ..
فمنا من فهم السر فقام واستغفر
واجتهد في غربته ..
ليغير من ذاته وليضع بصمة أينما حلَّ وارتحل ..
ومنا من غرق أكثر وأكثر في اللهو والمعصية والنقمة على القدر ..
ومنا من أطلق لسانه لهداية من حوله ودعوتهم للخير ..
ومنا من بقي وبعد مرور سنوات أعمى عن الحق ..
ومنا من تاجر بالعباد والبلاد ..
ابتلاء قُدر علينا لحكمة ..
ابتلاء كسر قلوب الأمهات ..
وأبكى عيون الرجال ..
ابتلاء يدعونا لنفكر ..
وبعد هذه السنوات ..
ماالذي تغير فينا ؟!.
كثيرون نجحوا في تغيير ذواتهم ..
وكثيرون غرقوا في مستنقع الجهل ومراتع الإثم ..
كثيرون أبدعوا رغم ألم الحرب والغلاء والفقد والموت ..
وكثيرون تاهوا وضاعوا ..
وبعد هذه السنوات ..
علينا أن نقف قليلاً لنفكر ..
هل نستحق أن يُرفع عنا هذا الابتلاء ..
هل فهمنا ..؟
هل عقلنا ..؟
أم سنبقى كما كنا ..
ثم نقول يارب ..
فيأتي الجواب ! ..
{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِمْ }
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً
التعليقات مغلقة.