خالد إبراهيم: الدور السينمائي والإعلامي تعلو فيه أممٌ وتسقط أممٌ، والحركة السياسية الكوردية أهملتهما بشكل ملحوظ…
خالد إبراهيم: كاتب وشاعر وإعلامي كوردي ، كاتب لا يهاب الخوف صاحب قلم نير في وسط ظلمة الشارع الكوردي، من مواليد مدينة الحسكة 1976 .
له ثلاث كتب شعرية مطبوعة “الغجري يطارد أحلامه”، “الحي الميت”، “أشياء من الذات”..
له كتابان قيد الطباعة، وروايتان وقف نشرهما لأسباب شخصية “حاجو أغا الخنجر الهفيركي” و “أغا الدقوري مر من هنا”.
ومدير مكتب الثقافة والإعلام في أوربا للمجلس الوطني الكوردي في سوريا..
وكان لموقع المجلس الوطني الكوردي هذا الحوار معه حول سيناريو فيلمه السينمائي ” الرحيل المجهول”..
– من ماذا استوحيت فكرة سيناريو فيلمك السينمائي ؟
المآسي التي مر بها الشعب السوري عموماً والكوردي خصوصاً دفعتني أن أكتب جزءاً ولو بسيط عما حدث في زمنٍ مضى وهذا الكم الهائل من انحراف القيم والأخلاق لدى من أستلم زمام الأمور وكيف تم تغيير مسار الثورة السورية بشكل ملحوظ ومقصود، والفكرة واقعية وليست من عالمٍ خياليِّ كان يجتاحني، لقد رأيتُ الكثير في كوردستان العراق وسوريا ورأيت في استنبول وميرسين وغيرها، مروراً بكل الدول التي مرَ بها المهاجر السوري إلى بر الأمان / أوروبا/.
- هل لك أن تحدثنا عن ماذا يدور سيناريو فيلمك السينمائي؟
ربما لا أستطيع هنا الكشف عن مدى مضمون العمل السينمائي والذي يحمل عنوان / الرحيل المجهول / ولكن لا يُخفى عن الجميع ما عاناه اللاجئ السوري من مصاعب وعبء مادي ونفسي وجسدي.
1 المصاعب:
وهي استغلال المهربين وحرس الحدود وأبناء تلك المدن وطريقة تعاملهم مع اللاجئين والإحساس بالغربة والخوف من المجهول الذي كان يخنق المهاجر في كل خطوة كان يخطيها وكأنه كان يمشي في سرداب مليء بالوحوش المفترسة.
2 العبء المادي:
الأغلبية الغالبة باعوا كل ما لديهم للوصول لبر الأمان / أوروبا / ومنهم من حَمّل نفسه ديوناً كثيرة ليخلص نفسه وأطفاله من براثن هذه الآفة التي تضرب سوريا طولا وعرضا.
3 الضغط النفسي:
وهنا نلتمس نفسية السوري الذي لم يتعلم معنى الانحناء لأحد طيلة حياته داخل الوطن، والسوري متميز عن غيره بعزة النفس وكبر مقدار كرامته وهذا لا يخفى عن أحدا وهنا قد وجهت الأنظار إلى الأغلبية كما ذكرت سابقا حيث أنه لا يرضى على نفسه الذل أو تقليل من شأنه أو استصغاره وتحت أي ضرف كان
إلا أن هذه الهجرة الممنهجة والقسرية كان لها تداعيات وتركت اثراً قبيحاً في نفوس الكثيرين، وكيف تبدو مسيرة المهاجر بعد أن يُسرق أو يُنصب عليه من قبل تجار البشر ويبقى وعائلته في دول لا يعلم عنها غير النوم في العراء ليبقى فريسة سهلة لتجار الأجساد والمخدرات ومغتصبي البشر.
4 الضغط الجسدي:
للأسف سمعنا ورأينا كيف يتم تعذيب البعض من المهاجرين على شواطئ البحار واجبارهم للأبحار في سفنٍ تدعى / البلم / وكم عانوا من غشٍ وخداعٍ ومكرٍ وكيف كان يتم استغلال النساء جنسياً مِن قِبل البعض من مهربي البشر وحتى عصابات أجهزة الأمن والمخابرات وخطف الأطفال والنساء وقتلهم وبيع اعضائهم بالتعاون مع أطباء دوليين ضعاف نفوس.
-ما هي المواضيع التي تقوم بمعالجتها من خلال الفلم الذي كتبته؟
المواضيع كثيرة ولها أهداف تقود الإنسان لمراجعة ذاته الإنسانية قبل أي اعتبار ونبذ العنف والاستغلال البشري على كافة الأصعدة وزرع المحبة والإشارة لغريزة الرجل الجنسية القبيحة وفي مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها سوريا بشكل عام وما هي دور القوى الإقليمية وحتى الدولية بصدد هذه الهجرة الممنهجة وإخلاء عموم المناطق السورية وتفريغها من سكانها الأصليين وكما حدث في حمص وريفها ودمشق وريفها والأن وأمام الجميع نقرأ مأساة عفرين.
- هل هناك جهة ستقوم بانتاج فلمك ودعمك لكتابة سيناريوهات أفلام أخرى؟
منذ عام و أكثر أنا ابحث ولم أتعب في البحث ، تواصلت مع العديد من الكتاب والصحفيين ولم أفلح، ومع قناة روداو وأورينت، ولم اتلقى جواباً مسؤولا من رجل يحس بالمسؤولية سوى الأستاذ والممثل السوري عبدالحكيم قطيفان والذي شجعني وكان متفائلاً أن عملي سيرى النور مهما حاولوا التضليل.
وهنا في العاصمة الألمانية / برلين / وبمساعدة الأستاذ سيامند حاجو تم دعوتي إلى عقد جلسة بهذا الصدد مع أحد المنتجين من كورد تركيا، حيث تأثر بالعمل وأعجب به، وقدر تكاليف العمل وبشكل مبدأي ما بين مائة ومائة وخمسون الف يورو إلا أنه تحفظ قليلا وطلب مني إعادة الصياغة وحذف دور حزب العمال الكوردستاني منذ بداية الثورة السورية إلا أنني رفضت.
– السينما الكوردية في كوردستان سوريا تفتقر إلى منتجين فعالين يصبون جل اهتمامهم لإيصال رسالة شعبهم للعالم عن طريق السينما برأيك ما هو السبب لابتعاد المنتجين عن الكتاب الكورد؟
للأسف لدينا قامات كوردية تنحني لهم الأمم كتاب وشعراء ومثقفين إلا أن المجال السينمائي بحاجة إلى دعم مادي هائل ولا يخفى عن الجميع ما هو وضع كوردستان سوريا الأن وقبل الأن، حيث لا نملك فضائية بسيطة كيف لنا انتاج أو تبني مثل هذه الأعمال الضخمة، والدور السينمائي أو الإعلامي مهم وفيه تعلوا أمم وتسقط أمم ولا سيما أننا نمر بمرحلة تُحتسب على الجميع وأولها الحركة السياسية الكوردية التي أهملت هذا الجانب وبشكل ملحوظ.
- برأيك هل ستصل السينما الكوردية في كوردستان سوريا يوم ما إلى مستوى متقدم أسوة بالأجزاء الأخرى في كوردستان ؟
أنا متفائل وسأبقى متفائلا وسنصرخ مع الخيرين والشرفاء وما أكثرهم إلى أن نوصل رسالتنا الهادفة لرفع الغبن عن كاهل شعبنا سواء إعلامياً أو سينمائياً أو ثقافياً وسياسياً وكلا منا مِن مكان عمله عليه العمل بجد وإخلاص وسد جميع الثغرات التي يدخل منها الدخلاء.
-ماهي المشاريع القادمة لك؟ و كلمة أخيرة تود قولها عبر موقعنا؟
لا مشاريع جديدة سوى هذا العمل السينمائي وكتابان للشعر / الحي الميت / وأشياءٌ مِن الذات / بالإضافة إلى الدور الإعلامي المتواضع حسب الإمكانات والذي نقوم به مع بعض الزملاء
وأخر كلمة أرسلها عبر موقعكم الكريم هي صرخة عشرات بل ربما مئات الكتاب إلى كل الواصلين والمتنفذين ألا يُهمل مثل هكذا أعمال لأن للدور الإعلامي شرارة تحرق أعدائنا وكل من يريد العبث بقضيتنا.
إعداد وحوار: فرهاد شيخو
إعلام ENKS
التعليقات مغلقة.