في زوبعة القدر الأحمق
وعلى تلك المئذنة
ضاعت آمالي
واندثر بكاء الشهداء واليتامى
واستدرت نحو الهاوية العمياء برتابة الكلمات
وشِداد الأسطر والمسافات
لم نفلح سوى بالكتابة
على أجساد المساكين واليتامى
لم نفلح سوى بزراعة الكراهية
أمشي والتراب يملأ جبيني
كالغجري المنبوذ في مدن الغرب
امشي عارياً مخمور الجسد والذاكرة
بِحذاء قروي مليء بالدهشة والرغبة
أصعد على قمة شرمولا العاتية
أدحرج جسدي المعطوب كصفير رصاصة
أخلع من نفسي ذلك الصمت
والعواء يحرق وجودي
كالمسمار المخلوع صدئاً
أجرح عطر الكلمات وأرحل
أغتال رائحة الدماء وأرحل
نحن من خذلنا الشهداء
في تلك المجزرة
تهرب القصيدة إلى المقبرة
وتبكي على ذكراهم الأم الثكلى
الشريدة الفريسة
ولا تكفيني أقلام العالم كي أكتب
عن عامودا، عن ضعفنا، عن مهاتراتنا
وتبقى عامودا
كالخنجر المسموم
والشوكة الناطحة بعيون الجزارين
وأحصنة فرسان الطين والدهشة
كان يوماً دموي اللحظات
هطلت عليها أسوداً من بني قومي
بفوهة البندقية من فوق الحائط
ترعد …. وتعوي كأزيز الموت
برشاش الدوشكا الذي كان لابد له
أن يدوي في قعر النظام كزلزال حارق
كبركان محموماً يريد الانفجار
عامودا الشمس والظلام
لن ننسى شهدائنا
وتلك المجزرة
عامودا
أنتِ نبض القلب وعنوان القصيدة الطريدة.
التعليقات مغلقة.