أوضح الدكتور عبدالحكيم بشار عضو المكتب السياسي لحزب الديمقراطي الكوردستاني -سوريا (pdk-s)
ان ادارة الرئيس ترامب حازمة في اعادة الدور الامريكي في العراق التي أفتقدتها في عهد ادارة اوباما،وتساءل أن كانت المنطقة سوف تاخذ منحى جديدا في الصراع ؟
وتابع حكيم قائلا على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك :
ان العديد من بؤر التوتر الساخنة جدا في المنطقة منها الساحات السورية والليبية واليمنية والأقل سخونة منها الساحات العراقية والمصرية والايرانية اضافة الى ما يمكن ان نسميها بالحرب الباردة بين ايران وكل من السعودية والإمارات من جهة وايران والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة اخرى ترافق بتصعيد اعلامي شديد اللهجة بين ايران وخصومها وقصف إسرائيلي احيانا لمواقع إيرانية في سوريا ولم يكن هناك وجهة محددة او موحدة لسير الاحداث في المنطقة باختلاف أنماط الصراع فيها رغم حدوث اضطراب عميق في الكثير من الدول التي تسعى شعوبها لتحقيق الحرية والتخلص من الدكتاتورية وكذلك اضطراب النظام الاقليمي المفروض منذ الحرب العالمية الاولى
الا ان التطورات في الأيام الاخيرة تنبئ بمنحى جديد للصراع في المنطقة نتيجة التوتر الشديد بين امريكا وإسرائيل من جهة وايران من جهة اخرى.
هذا الشكل الجديد من الصراع ان تعمق ، ونفذت الولايات المتحدة برنامجها الذي طرحها السيد بومبيو وزير الخارجية بنقاطه الاثنتي عشرة بعد خروج امريكا من الاتفاق النووي مع ايران وساندها البنتاغون من خلال تصريح اكد فيها ان البنتاغون يدرس جميع الخيارات حول ردة الفعل الايراني على البرنامج الامريكي .
تلك الشروط التي طرحها وزير الخارجية الامريكي التي ان استجابت لها ايران فأنها كفيلة بتغيير الكثير من قواعد اللعبة ومسارات الاحداث في المناطق الاكثر سخونة لصالح شعوبها وان لم تستجب لها فان مصداقية الرئيس الامريكي ستكون على المحك والذي اثبت حتى الان ان الرئيس ترامب صادق في وعوده حازم في قراراته، وبالفعل بدأت الولايات المتحدة تحركا فعليا في العراق بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية وتشهد الساحة العراقية صراعا شديدا على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بين كل من الولايات المتحدة الامريكية وايران.
بينما تسعى ايران الى تشكيل حكومة عراقية بهيمنة إيرانية كاملة كالحكومات السابقة والتي استفادت من ضعف اداء ادارة اوباما في الملف العراقي فان الولايات المتحدة التي حررت العراق من صدام حسين ترى من حقها تشكيل حكومة موالية لها او مستقلة وغير خاضعة لهيمنة ايران.
ويبدو ان ادارة الرئيس ترامب حازمة في اعادة الدور الامريكي في العراق التي أفتقدتها في عهد ادارة اوباما، وقد تشهد الساحة العراقية وخاصة الشيعية منها عمليات اغتيال سياسي للقادة غير الموالين لايران وتوترا بين الشيعة أنفسهم قد تصل لدرجة الصدام العسكري
وستكون لتركيبة الحكومة العراقية الجديدة تأثير عميق على الازمة السورية والخيارات الامريكية في التعامل معها ومع ايران عموما .
وقد جاءت سلسلة من الاحداث المتتالية لتؤكد عزم الادارة على إنهاء الوجود الايراني في سوريا منها:
١- استدعاء الرئيس بوتين لرئيس النظام السوري الى سوتشي والطلب منه بإخراج المليشيات الايرانية، وهذا الطلب لم يأتِ اعتباطا وانما نتيجة تفاهمات روسية امريكية إسرائيلية غير معلنة.
٢- القصف الاسرائيلي المتكرر للقواعد الايرانية في سوريا وسط صمت روسي الامر الذي يؤكد على روسيا رفعت يدها وحمايتها لحلفيتها ايران في سوريا .
٣- سعي امريكا الى العودة بقوة الى الساحة العراقية وتحجيم الدور الايراني فيها.
٤- اصرار كل من امريكا روسيا معا بعدم السماح لأي قوة عسكرية بالتواجد في منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري الذي يشهد توترا بين النظام والمعارضة في إشارة واضحة لرفض التواجد الايراني بمقربة من الحدود الإسرائيلية واضطرار القوات الايرانية والشيعية المرابطة في الجنوب الى الانسحاب منها
ان كل هذا التصعيد الامريكي ضد ايران قوبل حتى الان برد فعل إيراني لم يرتق الى مستوى التصعيد الامر الذي يؤكد ليس رغبة ايران في عدم التصعيد وهي المسؤولة الرئيسة عن معظم حالات التوتر واستمرارها وتصعيدها في المنطقة وانما ان هناك قلقا وخوفا حقيقيا لدى قادة ايران من جدية البرنامج الامريكي والذي اذا نفذ سنكون امام منحى جديد للصراع في المنطقة قد يصل لصدام عسكري محدود او واسع بين الاطراف المتصارعة، ونقصد بها امريكا وإسرائيل من جهة وايران من جهة اخرى وان لا نستبعد سعي ايران الى جر دول الخليج الى هذا الصراع من احل خلط المزيد من الاوراق وان الأسابيع والأشهر القادمة قد تشهد تحولات عميقة في سير الاحداث في المنطقة ومنحى جديدا للصراع
د عبدالحكيم بشار
إعلام enks اورفا
التعليقات مغلقة.