كل يوم من 14 حزيران يقف الشعب الكوردي في كوردستان سوريا، متمثلاً بشريحة كبرى من المناضلين والمثقفين والجامعيين وكامل فئات الشعب أمام يوم تاريخي، يعد الأساس في ولادة القضية والنضال الكورديين السوريين.
مثل هذا اليوم تأسست أول مظلة سياسية كوردية متمثلاً بالحزب الديمقراطي الكردستاني -سوريا (PDKS) عام 1957 بغرض انتزاع الحق والاعتراف بالشعب الكوردي على يد نخبة من المناضين والمفكرين أمثال الدكتور نور الدين ظاظا ورشيد حمو و آبو أوصمان صبري وغيرهم، الذين حملوا أعباء النضال والقضية الكوردية على عاتقهم وبجانب شعبهم لسنوات طوال، متحدين السلطة القمعية لحزب البعث وتعسفه ونكرانه لحقوق الشعب الكوردي ووجوده على أرضه التاريخية. لقد أتت ضرورة انطلاق النضال السياسي نتيجة جملة من الظروف الاقليمية والدولية أبرزها النضال السياسي والعسكري لحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق ومؤسسيه ملا مصطفى البارزاني الخالد ، والذي هو بدوره كان مدرسة الأم للحزب الديمقراطي الكوردستاني سوريا . لقد كانت ضرورة ملحة ان يتعاون الكورد في الجزأين الكوردستانيين النضال نفسه ويعملوا للمصير نفسه ويشاركوا الألم ذاته، لما لا وكلاهما اما السلطة ذاتها الموغلة في الدم الكوردي ولا تعترف بحقهم في العيش.
تجربة الحزب البارتي الأم ألقى بضيائه على الحزب الوليد من حيث الصبر والثبات والنضال ومقاومة الظلم. لم يتوانَ البارتي على السير نحو الأمام والمطالبة بالعدالة والديمقراطية رغم الضريبة الباهظة التي ألحق بقيادته وقاعدته الشعبية على ايدي البعثيين، حاملاً المشروع الكوردستاني، رافعاً راية الشمس، معلناً غدِ أفضل لشعبه سائراً خلف الأب الروحي الملا مصطفى البارزاني الخالد . من نافل القول أن البارتي الأم هو المساهم الأول الذي انتزع بدماء الآلاف من شهدائه وبندقية بشمركته ونضال شعبه أول مكسب تاريخي للشعب الكوردي في أقليم كوردستان العراق، وهو ما عرّف العالم أجمع ببسالة ومقامة الكورد، وليس آخره المساهمة في تخليص المنطقة من خطر الإرهاب. العالم الذي كان يرى في الأكراد مجرد عصابات وقطاع طرق في الأزمنة الغابرة، لكن مع الاستمرار في المقاومة استطاع البارتي وبقيادة البارزاني مصطفى الخالد ومن بعده فخامة الرئيس مسعود أن يغيروا المفاهيم. وهذا ما حصل عندما أصبح إقليم كوردستان قبلة للسياسيين والنشطاء الدوليين في المنطقة، عندما أصبحوا على يقين بأن للكورد كرامة وحق لن يتوانوا في فعل المستحيل من أجله.
استطيع القول في ذكرى هذا اليوم العظيم، أن حزب البارتي هو الصمام الأمان للمشروع القومي الكوردستاني وهو على السكة الصحيحة في نيل الحقوق والاعتراف الكامل بالشعب الكوردي في جميع الاجزاء، هو اللاعب الكوردي الصامد في وجه أعداء كوردستان وأمام المخططات التي تحاك ضد الشعب الكوردي.
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر الموقع
القادم بوست
التعليقات مغلقة.