… بيان بمناسبة ميلاد اول تنظيم سياسي كوردي في سوريا …
قبل اكثر من ستة عقود من الزمن وبالتحديد في الرابع عشر من حزيران 1957 ، أنبثق من بين صفوف جماهير الشعب الكوردي في سوريا أول تنظيم سياسي كوردي ، هذا التنظيم الذي جاء من رحمه معظم احزاب وفصائل الحركة الوطنية الكوردية في سوريا ونهل من فكره العديد من نشطاء وكوادر المنظمات والفعاليات المجتمعية والحقوقية الكوردية العاملة على ساحة العمل القومي والوطني اليوم. وفي هذه المناسبة المجيدة نتوجه بالتحية والتقدير لتلك النخبة المتنورة من ابناء شعبنا الذين اسسوا ولعبوا دوراً في تاسيس هذا الحزب الذي ما لبث ان لاقى التأييد والالتفاف من قبل الجماهير الكوردية في سائر المناطق الكوردية ومناطق التواجد الكوردي. لقد كان ميلاد هذا التنظيم منعطفاً هاماً استطاع ان يلعب دوراً مؤثراً على المستويين القومي والوطني ، مما حدا بالانظمة الدكتاتورية والشوفينية الى الزج بالعديد من كوادره واعضائه وقياداته في الزنزانات وأقبية الامن ، لكن ذلك لم يثنهم من مواصلة النضال من أجل قضيتهم العادلة .
لكن ماتعرض له التنظيم من انقسامات وانشقاقات اثر بشكل سلبي على الاداء النضالي المطلوب ، ورغم ذلك استطاعت الحركة أن تؤطر نضالها في ظروف الثورة السورية من خلال المجلس الوطني الكوردي في سوريا في 26\10\2011 هذا الإطار النضالي الذي ما زال عنواناً قومياً بارزا وأحد اهم الادوات الفاعلة لنضال جماهير شعبنا الكوردي في سوريا ويواصل نضاله في وقت لا تزال الازمة السورية في تفاقم مستمر والاخذ بالخيار العسكري وحروبه العبثية على مدى سبعة أعوام مازال ينهش بجسد البلاد وشعبها من (الامن والأستقرار والسلم الاهلي والبنى التحتية ونزيف الهجرة والنزوح ….)
وأمام هذا المشهد المتأزم لا بد من دفع الامور باتجاه الحل السلمي والسياسي خاصة بعد أن ثبت للجميع استحالة الحسم العسكري ، فلا الضربات الصاروخية لقمع جرائم القصف الكيماوي ولا ردود الفعل ينهي الصراع وما ينجم عنه من مآسٍ و ويلات انسانية ، لذلك فأن المجتمع الدولي مدعو الى الضغط لأستئناف جنيف برعاية الامم المتحدة وأيجاد حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية و وضع الأسس لبناء سوريا الجديدة بنظام ديمقراطي فيدرالي يقر دستورها الحقوق القومية للشعب الكوردي وكافة المكونات القومية الاخرى وفق العهود والمواثيق الدولية وعلى ذلك يتوقف الى حد كبير امن واستقرار ومستقبل سوريا وشعبها ،
يا جماهير شعبنا الكوردي …
تمر الذكرى الحادية والستين لميلاد اول تنظيم سياسي كوردي هذا العام ومدينة عفرين ومنطقتها تمر بأوضاع انسانية صعبة منذ ان تم احتلالها من قبل القوات التركية والمجموعات الاسلامية المسلحة الموالية لها فمازال الناس يعانون الأمرين من عودتهم الى ديارهم وتُفتقد الخدمات الضرورية لاستمرار الحياة وممارسة السلب والنهب والتعسف مازالت مستمرة وشبح التغيير الديمغرافي مازال قائما لذا نهيب بجماهير شعبنا وحركته الوطنية ان يكونوا العون لاهلهم هناك والتخفيف من معاناتهم كما نناشد قوى الخير والسلام وسائر المنظمات الانسانية والاغاثية مساعدة سكان هذه المنطقة لتجاوز محنتهم . في الوقت الذي نستعيد معا هذه الذكرى المجيدة نؤكد على ضرورة رص الصف والهدف في كل جزء من كوردستان والتنسيق بينها في سائر اجزائها وخاصة مع قاعدة النضال القومي في اقليم كوردستان وضرورة توفير مستلزمات رفع سوية الاداء النضالي والبحث عن الصيغ الموضوعية للعمل النضالي المشترك لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد نضال شعبنا وقضيته القومية .
النصر لنضال شعبنا الكوردي وقضيته العادلة
المجد للذكرى ( 61 ) لميلاد اول تنظيم سياسي كوردي
الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا 13\6\2018
التعليقات مغلقة.