أنت حِذاء… بقلم الشاعر خالد إبراهيم….
تعبت وأنتَ كَالحِذاء تَلوكُ خَرائِبَ روحِي في أِحدى سَاحَاتِ / دورتموند /
قَالتها ثم اختَفت.
منذ الآن سَأمسحُ الذاكِرة، وأرَتبُ الأحلامُ التي ماتت في صَنادِيقَ، سَأدفُنها في أِحدى نَتوءاتِ ظهري المُتعب، هكذا وعلى قُصاصاتٍ ورقيةٍ سَأكتبُ
أنَتحرَ صِفصَافُ المَدى، جَفَ البِئرُ، تاهَتِ العَصافير وشُنِقَ اليتامى، وبدأ الزُناةَ
باغتِصابِ الطفلةَ مِن جَديد
هَذه الحَربُ
وأنا الخَاسِرَ الوحيدَ أمام عينيكِ
هنا دورتموند هذا المساء، باردة يدايَ كَقطعِ الثلج ، مَصبوغةً بسوادِ الغيابِ والألم
مَسلوخَ الولادةَ، في عُهرِ المَسافاتِ، مَوبوءَ القَلبِ والذاكرة
يَندثُر مِن جَسَدي طَاعونٌ خبيث
هذا المساء…
سيجارةً وفِنجانَ قَهوة، والبَعضُ مِني لا يَزالُ يَرقصُ، عَلى أرصِفة دورتموند كَكلبٍ شَارد
لَم أنم وبَينَ أضلُعي مَكتوبٌ أسمكِ.
أيا شَريكي التَعِس
تعال..
اُكتب بِريشَةَ الذهَولَ والتَمني
كَيفَ مَاتَ ظليَّ العَنيد؟
اُكتب:
رُبَما أولدُ مِن جَديد
اُكتب:
لَن أراكِ بعد اليوم..
الجُرحَ دَواءهُ الجَرحَ
لا يَمضي ليلٌ إلاَ ويَنسَلخُ البَعضُ مِن جِلدي
رويداً رويداً أيَتُها الفُؤوسُ لطالما أبحَثُ عَن شَمسِ الحبِ والحقيقة
عَلى جِذع تِلكَ الشَجَرَةِ
حَفَرتُ حُبي اليوم
لا شيء يُشبهني هذا المَساء
أخافُ شروقَ الشَمسَ وفي صَدري بَردُ المَساء وحَنينه
تَنطَحُني الأعوامُ تِلوى الأعوام
كَبُرنا بِلا تَوقيت
نَحسُ بالتَعبِ كالأنفاسِ المَلفُوفةِ بِورقِ العِنبِ الفَاسد
نُضاجِعُ مرارةَ الخيبة
نُمارسُ الجِنسَ في الدقِيقَةِ ألفَ مرة
نَلتمسُ وَجهُ العِشبَ والمَاء
لا أُريدُ للشَمسِ أن تَغيب
ولا أحبُها وهَي تُشرق
كالهَواء أنا في عُمق الغابات
التعليقات مغلقة.