المجلس الوطني الكوردي في سوريا

يوسف بويحيى: واقعة داعش في “كوباني” و “الموصل”..

120

لقد كتبت الكثير على هذا التنظيم منذ ظهوره إلى الآن ،ومازالت الحقائق تظهر شيئا فشيئا تظهر معها الكوارث التي لن يستوعبها أي أحد ،لكن تبقى حقيقة فرضت نفسها على الواقع بفعل المنطق و العقل و المقارعة الملموسة للأحداث ،بعد أن تجاوزنا مرحلة نشأة التنظيم و أسباب نشأتها و منبعها و ممولها و أهدافها و إلى أي الغايات تم إقحامها في المعادلة السياسية و العسكرية لتلعب دور أساسي لإتمام حلقة المشروع الإقليمي و الغربي في المنطقة ،الآن أجد نفسي أحتاج لتذكير الكورد بخصوص طبيعة تنظيم داعش مع فك شفرات بعض معاركها في كل من الموصل و كوباني.

لقد أثبت واقع الحال أن داعش تنظيم تم إنشاؤه من طرف دول إسلامية سنية بقيادة السعودية و تركيا….،كما أن جذور هذا التنظيم كان من حركة طالبان إلى القاعدة إلى جبهة النصرة و بعدها جاءت بمسمى داعش ،تنظيم بمقومات دولة دون أن ننسى أن لأمريكا و بريطانيا الدور الكبير في رعاية هذا التنظيم الخطير ،مع دعمها بكل الأسلحة المتطورة بإستثناء الطائرات الحربية ،تنظيم يهدف لتحقيق مصالح إستراتيجية و إقتصادية و تجارية…

كانت داعش ترمي من ورائها تثبيت مصالح الدول الإسلامية السنية (السعودية،تركيا) في سوريا أولها بإسقاط النظام السوري مع شراء الصمت الأمريكي ،لكن سرعان ما إنخدعت السعودية و تركيا بعد أن قررت أمريكا أن تحارب داعش من بوابة التحالف الدولي بعد أن أخدت مبالغ طائلة أيام التخطيط مع إمتياز بيع السلاح لداعش كتجارة مربحة ،هنا إستفادت كل من روسيا و أمريكا بينما خسر كل من النظام السوري و السعودية و تركيا و إيران و العراق في حرب إستنزفت قواهم و إقتصادهم.

عندما أقول أن داعش هي أطراف مختلفة فأنا أقصد من هذا بأن السعودية و الدول العربية الداعمة عملت وراء عباءة داعش بمحاربة التمدد الشيعي و تقليص خطر إيران القادم صوب السعودية…،بينما تركيا عملت على محاربة المد الإيراني الشيعي و القضاء على الكورد في كل من سوريا و العراق ،والتجارب الواقعية كشفت هذه النوايا بشكل لا يقبل الشك أبدا ،ولا يعني أن داعش لها قطيعة بإيران نهائيا بل أبرمت صفقات عديدة بين الأطراف الإقليمية الأربعة و داعش عندما كان الضحية الكورد ،لهذا سنتطرق لبعض الأحداث و سنناقشها بالعقل و المنطق و نور البصيرة لنصل إلى الحقيقة ،وبالمقابل ليعلم الإنسان الكوردي كم هو غير مرغوب رغم حسن نيته بالآخرين.

_مجزرة كوباني

هنا لن أتطرق لجميع القراءات لصعوبة لململة الخلاصة بل كل همي كشف حقيقة فاجعة كوباني أولا ،لم يتساءل أحد أين كانت داعش في الأول قبل الهجوم على كوباني؟! ،لقد أفادت كل الأدلة الواقعية أن داعش تجمعت على الحدود التركية السورية وبعدها هاجمت أهالي كوباني بلا أي مقاومة تذكر ،من جهة لماذا داعش لم تهاجم الحدود التركية عوض كوباني كما لم تطلق رصاصة على الأتراك!! ،ولماذا لم نرى القوات الكوردية على حدود كوباني!! ،الحقيقة أن المؤامرة كانت خبيثة جدا بين أطراف لن يصدقها أحد تتمثل في إتفاق النظام السوري و إيران و تركيا و العراق و العمال الكوردستاني بفرعه السوري على تدمير روجافا بدءا من كوباني و الزحف شرقا و غربا ،لهذا لم تكن مقاومة الأبوجية جدية مع العلم أن تلك مناطق أماكن نفودهم و وجودهم.

سرعان ما فشلت خطة داعش و المتآمرين بعد أن طالب اللوبي الكوردي بقيادة “مسعود بارزاني” التحالف الدولي بالتدخل بمحاربة داعش في كوباني ،الشيء الذي لم تستطع أمريكا الغض عليه و تجاهله بإعتبار داعش مكون إرهابي ،فما كان للبارزاني إلا بالضغط على “أوباما” من باب التحالف الدولي ليضغط الآخير على تركيا قصد فتح بابها لقوات البيشمركة لوصل كوباني ،بعد وصول البيشمركة قدموا تضحيات بطولية و ردعوا داعش و منها تم إفشال المؤامرة الشمولية التي كانت ترصد روجاڤا بأسرها ،فلم يكن لقادة العمال الكوردستاني و الإتحاد الديموقراطي سوى العودة للدفاع عن كوباني لحفظ ماء وجوههم بعد أن افشلت البيشمركة الخيانة الكارثية.،فقط لكي لا يقال أن البيشمركة من حررت كوباني.

_مجزرة الموصل و شنكال

كان دخول عصابات داعش من سوريا إلى العراق بعلم الحكومة العراقية على يد “نوري المالكي” بدليل ان الأخير تلقى مكالمات عدة من الخارج و الداخل العراقي لإتخاد الأمور الأمنية اللازمة لكن لم يهتم أو الأصح تغاضى على ذلك ،كان آخرها مكالمة الرئيس “مسعود بارزاني” له لكن بدون جدوى ،فما إن إجتمعت داعش و تقوت و رصت صفوفها مباشرة هاجمت على الموصل بعد أن أخلى الجيش العراقي الطريق لها ،إجتاحت داعش الموصل و شنكال و مستهدفة العمق أكثر ٱتجاه كوردستان جهة دهوك و كركوك…،هنا نتساءل لماذا داعش لم تتوجه نحو الجزء العراقي العربي بدل كوردستان؟!.

الحقيقة أن تواجد داعش على الأراضي العراقية كان بعلم و ٱتفاق الحكومة العراقية و تركيا و إيران و داعش ،والهدف من المؤلمرة الخبيثة هي القضاء على الكورد بدءا من شنكال و الموصل و المناطق المحتلة المتنازع عليها إلى هولير ،والدليل الكبير أن القوات العراقية إنسحبت من مواقعها تاركة أسلحتها لداعش بأمر من رئيس الوزراء العراقي “النوري المالكي” ،ما جعل البيشمركة مضطرين للدفاع عن كوردستان و العراق لوحدهم ،فما كان لهم سوى تحرير جميع المناطق الكوردستانية كشنكال…،بالإضافة إلى محاصرة داعش في الموصل بعد أن عادت القوات العراقية لتحفظ ماء وجهها بعد أفشال مؤامرتهم على يد البيشمركة الأبطال ،دليل هذا كان على تصريح الأمريكيين و مسعود بارزاني أن الموصل و غيرها منحت لداعش من طرف الحكومة العراقية.

حقائق ظهرت و مازالت تظهر شيئا فشيئا ثبت من خلالها مدى الكارثة التي حطمها الكورد و إنتصروا لوجودهم و قضيتهم ،حقائق بمثابة إجابات رد على كل من يدعي أن حرب داعش لم تكن من أولويات الكورد ،بل الحقيقة أن الكورد أولى المستهدفين منها ،وما يتعرض له الكورد حاليا ماهو إلا إمتداد لداعش بزي إقليمي و دولي رسمي (عفرين)…

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر الموقع

التعليقات مغلقة.