تأتي انتخابات البرلمانية العراقية بعد صراع شديد بين حكومة إقليم كوردستان وبين حكومة المركزية في بغداد، وهجوم الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي على مناطق إقليم كوردستان، وذلك نتيجة إقرار حكومة إقليم كوردستان بإجراء الاستفتاء على استقلال كوردستان في العام الفائت، والتي حصلت نتيجتها بتأييد أكثر من 93% من الكورد وكذلك على التأييد من القوميات والطوائف الأخرى المتعايشة في الإقليم على استقلال إقليم كوردستان، وأيضاً بعد خيانة كركوك من قبل شرذمة من شخصيات خائنة ومرتبطة بإيران، التي سلمت كركوك لقمة سائغة لميليشات الحشد الشعبي المدعومة إيرانياً. ان مشاركة الكورد في الانتخابات البرلمانية العراقية لا يعني الرضوخ لبغداد وإلغاء نتائج الاستفتاء، بل هذه العملية دستورية وقانونية وحسب القوانين والمواثيق الدولية، وذلك بالعمل عن طريق بوابة بغداد للحصول على حقوق الشعب الكوردي المشروعة، فالمشروع القومي الكوردستاني الذي ينادي به الرئيس مسعود البارزاني مازال مستمراً قدماً نحو الأمام. صحيح ان الخيانات والمؤامرت التي تحاك من قبل الأنظمة المحورية وثلة من ضعاف النفوس من قيادات وشخصيات كوردية مرتبطة معها تُبطئ سير هذا المشروع، ولكن لا ولن تتوقف مادام هناك الإرادة الكوردستانية القوية والمرتبطة بحكمة وقوة إرادة الرئيس مسعود البارزاني، لذا يتطلب في هذه الانتخابات من الأحزاب الكوردية ترصيص الصفوف لأن هذه انتخابات للبرلمان العراقي، عليهم إظهار قوة الكورد في بغداد، لتحقيق قوة أكبر في المكاسب الكوردية، والحصول على جميع الحقوق الكوردية المنصوصة في الدستور العراقي، وقد أظهرت التجارب الماضية ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو الضمانة لصون كرامة وعزة كوردستان، وهو الأمل الوحيد لشعب كوردستان لتحقيق جميع الحقوق المشروعة للكورد، وعلى الأحزاب الكوردستانية إدراك ذلك، والإلتفاف حوله والشد على يده من أجل الحفاظ على إقليم كوردستان، والعمل معاً للضغط على بغداد لتنفيذ جميع مواد الدستور الخاصة بالكورد، وخاصة المادة (140)، فيعتبر انتخابات البرلمانية العراقية بالنسبة للكورد هو إثبات قوة الكورد ومشروعية حقوقهم، وللحصول على المراكزة السيادية وخاصة رئاسة الجمهورية، وأيضاً وزير الخارجية والتي خرجت من يد الكورد، فالقائمة الكوردستانية (184) قائمة الكرامة الكوردستانية قائمة البيشمركة، قائمة كل الكورد، بها نصون دماء شهدائنا وعزة وشموخ قوميتنا، وبها تتحقق حلم أجدادنا، فلنكن معها قلباً وقالباً…
عزالدين ملا…
التعليقات مغلقة.