مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً “الجزء السابع”.
وفي هذا يذكر الطبري في كتابه “تاريخ الأمم والملوك” الجزء(2) الصفحة (120) المكتبة الوقفية، في سياق حادثة لمسيحي اسمه فيميون كان يسكن قرية من قرى الشام، ويتعبد سراً لئلا تنكشف سر ديانته “ثم أنصرف ومعه صالح، حتى وطئا بعض أرض العرب، فعدى عليهما فأختطفهما سيارة من بعض العرب، فخرجوا بهما حتى باعوهما بنجران، وأهل نجران يومئذ على دين العرب تعبد نخلة طويلة بين أظهرهم” اهـ. والحادثة في سنوات ولادة محمد (ص) ويتمم في الصفحة (121) “فمن هنالك كانت النصرانية بنجران في ارض العرب” اهـ.
توسعت جغرافية ترحال وتنقل القبائل العربية الشمالية نحو الشمال في الفترات المتأخرة من الفتوحات الإسلامية، ونعني القبائل التي أرادت المنطقة كمراعي، وليست الراضخة للجيوش العربية الإسلامية، وهؤلاء بلغوا جنوب منطقة سنجار من أجل الكلأ وفي المواسم التي اجتاحت فيها الجفاف شمال الجزيرة العربية، أو بسبب الغزوات الآنية، ولم يذكر أي مؤرخ إسلامي أنهم بنوا تجمعات سكنية واستقروا فيها في المناطق المحتلة أو المجتاحة حديثا حتى بعد الغزوات الإسلامية، أو كان لهم أفخاذ حضرية فيها، وما يسميه الباحث مستنداً على صفحات التاريخ الحديث، بمناطق ديار بكر وديار بن ربيعة وديار مضر (ص44) إسقاطات عصرية تجاوزيه لفقهاء بعض المؤرخين القوميين على صفحات التاريخ الماضي لجغرافية في شمال الجزيرة العربية أو شرقها وشمال البادية السورية أي جنوب الفرات الأوسط، والباحث يستند في تاريخه هذا على مصادر حديثة، كالسيد عبد الحكيم الكعبي، وتاريخه عن هجرة القبائل، وكتابه الصادر في دمشق عام 2009م، وأحمد مصطفى زكريا، وبحثه في عشائر الشام الصادر عن دار الفكر المعاصر في دمشق 1997م والأهم بالنسبة له ” إسكندر داود” وكتابه الصادر من دمشق في عام 1959م. وحول هجرة قبيلة الطي من شمال اليمن إلى مناطق الفرات الأوسط، يستند الباحث على كتاب الباحث الألماني، ماكس فرايهير فون أوبنهايهم وأرش بروننيلش وفرنركا كاسكل، والمترجم من قبل السيد ميشيل كيلو ومحمود كبيبو عام 2004م وهؤلاء جميعهم لا سند رصين لهم، وهي دراسة لا سند تاريخي من المصادر العربية القديمة، كما وأنهم لا يتعرضون إلى ما يود الباحث محمد جمال باروت ترسيخه من أماكن جغرافية لهذه القبائل، والمذكور في الصفحتين اللتين يشير إليهما الباحث (264-265) حول هجرة عشيرة الطي، يذكر بأنهم اتجهوا إلى سوريا، وسوريا حينها كانت جغرافية بيزنطية تمتد حتى شمال الجزيرة العربية، ومن ضمنها الأردن الحالية وشمال فلسطين، ولا يذكر المؤلف أن عشيرة الطي بلغت الجزيرة، أو سكنت بلاد ما بين النهرين، وهذا هو الاسم الدارج عنده في البحث. ومصدر بعضهم هي الانسسيكلوبيديا الإسلامية، وهي موسوعة ألفت أيضاً حديثا وعلى أهواء باحثين من ذوي خلفيات قومية دينية، بعيدة عن العمق الجغرافي، وسنده ضعيف. هذا، ويدمج أسماء القبائل مع الجغرافية ويعرضها كتوصيفات قديمة، وهذه العادة كانت دارجة عند العرب وشعرائهم، في تسمية المناطق الجغرافية، بحدث شخصي أو حدث متعلق بظهور عشيرة بشكل عرضي، ليعتبروا تلك المناطق ديارهم، ويسمون المناطق والمدن بأسمائهم، خاصة وأن ثقافة الهيمنة العربية سادت ولم يعطِ اعتبار للشعوب وجغرافياتهم، فجميعها طمست مع ظهور القبائل العربية الإسلامية. مع ذلك وكما ذكرنا سابقا فإن المؤرخين وخاصة الإسلاميين الأوائل يذكرون هذه القبائل ووقائعهم في شمال الجزيرة العربية وشرقها وجنوب بادية الشام الحالية، وجنوب وادي الفرات الأوسط، بعكس ما يطرحه الباحث محمد جمال باروت وغيره من العرب المعاصرين، تحت اسم ديار بكر وديار مضر وديار ربيعة. ..
يتبع…
التعليقات مغلقة.