بعدما تم احتلال عفرين الكوردستانية من قبل العدوان التركي والكتائب المسلحة الموالية لها بتوافق روسي ، والحديث في الكواليس عن المشروع الأمريكي في شرق الفرات ، اضحت القضية الكوردية في كوردستان سوريا كرة يتقاذفها الدول الكبرى في ظل عدم وجود رؤية واضحة لمسار الحل في سوريا وعدم توافق الحركة الكوردية فيما بينها وخاصة في ظل القوة التي يستعملها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD باتجاه معارضيه من المجلس الوطني الكوردي ، كلها أدت إلى ضعف وتشتت القضية الكوردية، التي كرس المجلس عمله لتثبيت حقوق الشعب الكوردي في مقررات جنيف المتوقف منذ مدة ، وقيام روسيا وبتحالف تركي وإيراني بصنع بديل لمؤتمر جنيف كآستانة وسوتشي وإبعاد الكورد والقوى السياسية الفاعلة عن هذه المؤتمرات وإقصائهم ، وفرض رؤيتهم على مقررات هذه المؤتمرات لتكون البديل لجنيف ومسار الحل الديمقراطي، إلا أن الضربة العسكرية المشتركة على مواقع للنظام وبحسب محللين سياسيين كانت مفادها لكل من روسيا وإيران وتركيا وللنظام بالعدول عن الحل العسكري والرجوع لمؤتمر جنيف حول مستقبل الحل في سوريا.
وقام إعلامي موقعنا R-ENKS باستمزاج آراء بعض السياسيين حول منفعة القضية الكوردية في كوردستان سوريا من الضربة المشتركة بسؤاله التالي:
“أمريكا وبتحالف مشترك شنت هجوماً جوياً على معاقل للنظام ، بتصوركم هل هذا التحرك الأمريكي سيخدم القضية الكوردية في شيء؟”
فقال فرمان محمود عضو الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا – البارتي :
بداية وقبل اي محاولة للاجابة عن هذا السؤال أعتقد يجب اولا وقبل كل شي التوقف عند أسباب هذه الضربة التي باعتقادي حملت عدة رسائل وسعت لتحقيق أهداف وغايات عديدة وبعيدا عن البروغندا الإعلامية التي رافقت الضربة في محافل الامم المتحدة ومحاولة تبريرها تحت عناوين صون الميثاق العالمي وصيانة الأمن الدولي وضرورة عدم تهاون المجتمع الدولي مع استعمال هذه الأسلحة المحرمة دوليا ومن اي جهة كانت.
وأوضح محمود بأن الضربة العسكرية التي اقدم عليها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية جاءت لوأد مؤتمرات واجتماعات سوتشي واستانة التي كرست النفوذ الروسي والايراني بشكل رئيس في سوريا وإقصاء جميع القوى السياسية على الساحة السورية ومحاولة حل الازمة عسكريا على حساب الدم السوري هذا اولا وثانيا لأحياء محادثات جنيف المتوقفة منذ فترة طويلة مع رسالة مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الغرب يجب أن يكونوا شركاء أساسيين في الحل السياسي للازمة السورية.
وتابع محمود : بناء على ما سبق واسقاطها على الحالة الكوردية فمن المؤكد أن هذه الضربة العسكرية ستخدم بشكل او بآخر القضية الكوردية خاصة أن الكورد ممثلين في جنيف من خلال المجلس الوطني الكوردي كاطار سياسي شرعي ومعترف به كممثل للحقوق والمطالب الكوردية وامتلاكه رؤية واضحة لاسس حل القضية الكردية مع بقية الشركاء السياسيين، موضحاً بأنه يتطلب من المجلس الوطني الكوردي جهدا كبيرا ودبلوماسية قوية وايصال خطابه السياسي الموضوعي إلى دوائر صنع القرار خاصة في ظل الاستبداد والقمع الذي تمارسه سلطة الأمر الواقع والتي تحاول جاهدة القضاء على المشروع القومي الكوردي المتمثل بالمجلس الوطني الكوردي .
وأكد محمود بأن اعتقال قيادات ورموز المجلس الوطني الكوردي من قبل سلطة الأمر الواقع الا ضربة استباقية كمحاولة منه لإضعاف المجلس الوطني الكوردي قبل انطلاق اي جولة محادثات سياسية بين النظام والمعارضة هذه الجولة التي ستكون حاسمة وهامة لأسباب عديدة اولها انها تاتي بعد ضربة عسكرية لاقت دعما كبيرا دوليا وإقليميا وحتى عربيا ثانيا الجهود الدولية الرامية لتقليل النفوذ الإيراني في المنطقة عموما وبخاصة في سوريا خاصة وانها ستتزامن مع اعادة النظر بالاتفاق النووي الإيراني ثالثا الضغوط الداخلية التي تمارس على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلفية التدخل الروسي في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية الاخيرة. وبالنتيجة أن لم يكن المجلس فاعلا بما فيه الكفاية وان لم يعيد المجلس الوطني الكوردي ترتيب أوراقه السياسية فإن الضربة العسكرية وما ترتب عليها من نتائج لن تنعكس ايجابا عليه وبالتالي على القضية الكوردية.
ومن جانبه رأى حسن صالح عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكوردي في سوريا بأن:
أمريكا غاضبة من إصرار النظام وحلفائه الروس ونظام طهران، على الحل العسكري في سوريا، وهذه الضربة الثلاثية، رسالة قويه لهؤلاء مفادها أن الطريق لم يعد سالكا، وأن الحل السياسي على أساس قرارات جنيف سيكون عنوان المرحله القادمه.
ونوه صالح إن كسر شوكة النظام وحلفائه ، يصب في مصلحة شعبنا الكوردي وحل قضيته وفق مبادئ جنيف، وكلنا ندرك أن النظام وحلفاءه وأدواته، هم ضد قضية شعبنا العادله.
اما منال حسكو ناشط سياسي وعضو الحزب الديموقراطي الكوردستاني- سوريا قال:
بأن الضربة الأمريكية لم تكن من أجل تغير النظام او حرب مفتوحة معه ، موضحاً بأن الهجوم كان مجرد ارسال عدة رسائل وهي:
اولاً : إلى المجتمع الدولي؛ اننا لن نسمح باستخدام السلاح الكيماوي .
ثانياً: إلى روسيا: اننا جاهزون للمواجهة.
ثالثا إلى إيران: بأن تلتزم حدودها.
وأضاف حسكو بأنه قد يكون هناك بوادر اتفاق او تفاهم أمريكي روسي على تقاسم سوريا بينهما ، بحيث يكون شرق الفرات بيد الامريكان و هي مناطق النفط ، وغرب الفرات بيد الروس وبذلك تكون روسيا قد امنت مصالحها ، القاعدة البحرية في طرطوس و منع الغاز القطري من العبور إلى أوربا عبر سوريا ،
وحول دور او المنفعة الكوردية من الضربة المشتركة ، قال حسكو : لا أظن بأنه سيكون هناك منفعة كوردية من الضربة بالأخص في ظل هيمنة ال PKK عن طريق فرعها السوري ال PYD على القرار الكوردي و تلك الدول تعلم جيدا أن قنديل بيد الحلف الإيراني.
آراس شيخو
إعلام ENKS – النمسا
التعليقات مغلقة.