إنه Sevger Hovak الثائر الحر و النجم اللامع في سماء روجاڤا بالضبط من مدينة “تربة سبي” للتاريخ التي هي ميلاد الفن و الفكر و الصحافة و الثقافة و الحب و الكوردايتية ،
بزغ منها فنان لا يشبه كل الفنانين فكرا و نظرة و إيمانا و ذكاءا و عمقا ،رجل تجرع الفن و القصيدة و الأنشودة و الحس الثوري من عائلته الكوردية العاشقة للموسيقى أبا عن جد ،بالخصوص من أمه العظيمة المرحومة “فجرية” التي كانت كثيرا ما ربت ابناءها على الإنتفاض و الثورة و عدم الركوع ،أم فارقت الحياة بجلطة دماغية من شدة الفرح إثر مكالمة هاتفية من إبنها البار “شفگر هوفاك” كان مضمونها قدومه للقياها في “دهوك” باشور كوردستان”.
الفنان الذي لا أريد أن أسرد له إنجازاته و جوائزه التي تلقاها كونها بالمئات لا يمكن تغطيتها بالكامل كتابة ،بل إنه الشخصية البارزانية ذو الحس البيشمركي الرهيب الذي يتحلى بمكانة قوية عند زعيم الأمة الكوردية “مسعود بارزاني” على وجه الخصوص ،وكذلك عند قادة و كوادر وزارة البيشمركة صغيرا و كبيرا ،إذ لا يمكن ذكر “شفگر هوفاك” إلا ذكر معه البيشمركة و البارزاني و العشق اللامتناهي لكوردستان”.
غنى للبيشمركة أجمل الأغاني إبداعا و رقيا ،كما نشد للشهداء و أبناء الشهداء ،ونظم للأم الكوردية معتبرا إياها كوردستان الحبيبة في صفة إنسان ،لم يتوان يوما عن النضال بصوته القوي الذي حطم كل أوهام الخوف و الجبن على مدار كوردستان و أوربا ،معتبرا آلته الموسيقية التي تسمى عندنا نحن الأمازيغ “المندولين” كبندقية البيشمركة على حدود كوردستان الصامدة ،يلقي من خلالها نغمات النضال و التضحية و الحرية و الصمود بأوتار عازفته كرصاصات في أعين الأعداء الحقاد”.
تسلم العديد من الأوسمة أعظمها كان وسام “الفنان البيشمركة” الذي تقدمه وزارة البيشمركة للمخلصين إلى كل من كان أهلا لها من أفراد الشعب الفنانين و الكتاب و المفكرين و الشعراء…،رغم الغربة و الهجرة إلا أنه بقي كوردستانيا دون أن ينقطع وريد عشق الوطن فيه ،ذاكرة مليئة بالألام و المعاناة و الأوجاع و الأفراح و العطاءات دون كلل أو ملل فقط لتمضي القصيدة في درب الإستقلال و الحرية ،وليبصم بالعشرة على وصية أمه الكوردية التي أحثته على عدم التوقف من التضيحة لأجل كوردستان و الشعب الكوردي”.
مازال يصول و يجول كوردستان رغم التهديدات التي لا تخف على الأحرار أمثاله ،زيادة إلى المضايقات و محاولات الإغتيال و كسر الإرادة ،إلا أنه أبى الإنسحاب من جبهات النضال الفني ،كلما بدأ بالحديث عن البارزاني الخالد تشعر كأنك تنهال من ينبوع صافي الفكر و الحرية و القيم ،لا يجيد التلون صريح إلى درجة أن الجميع يشهد له بالوفاء و الوضوح و الشفافية ،كان لي كل الشرف نتيجة أني تعرفت على شخصه الكريم عن طريق خطوط العالم الأزرق ،روحه سريعة الإنجذاب إلى كل إنسان ترى فيه قيم البارزاني ،لقد رأيت فنانين كورد لكن لم أرى فنانا بقدر عشقه الوحشي من باب المجاز للبارزاني الخالد و قاضي محمد و كوردستان.
لم يبخل يوما في العطاء ولو في أشد الأوقات ألما و حزنا ،إذ صادفت مناسبة وفاة والدته الجليلة بأسبوع دعوة رسمية للغناء للبيشمركة إلا أنه لب الطلب بدموع حارقة إعتبارا إياه واجب وطني و قومي ،لم يتوان إلا أن غنى للبيشمركة و ألف ألبوم غنائي متميز بعنوان “البيشمركة” بعد ذلك ،كما أن له ألبومات ثورية كثيرة جدا تعظيما للرموز و المقدسات الوطنية و القومية على الوطن و الشهداء و أمهات الشهداء و أبناء الشهداء و البيشمركة و عوائل الشهداء و الشعب و الزعيم بارزاني الخالد.
بحكم أني لا أفهم اللغة الكوردية و أكتفي بالترجمة فقط ،إلا اني أقرأ عمق كلماته التي تستمد قوتها و جذورها من المفاهيم القومية و الوطنية الكوردية العريقة ،موسيقاه ثورية بنغمة حربية ملتهبة تشبه مؤلفات الموسيقار الألماني العظيم “ريتشارد فاگنر” ،لكن هذا ليس ألمانيا على الرغم من أنه سويدي بل “شفگر هوفاك” الكوردستاني ،أطلق عنان أنغامه للحب و الصداقة و العشق و الإخاء بين أبناء شعبه الكوردي و العالم أجمع ،بغض النظر على فطرته الفنية المغروسة من حليب الأم فهو كذلك شخص يمتاز بنظرة ثاقبة في السياسة و الثقافة و الفكر خصوصا بالوضع الكوردي ،لا يبحث عن الشهرة و لفت الإنتباه بل جل وقته يعمل في كتابة مواقفه السياسية بطريقته الخاصة و تدوينه ألأشعار و الألحان و الأغاني خدمة للوطن و القومية و الشعب.
إنه الإنساني العظيم “شفگر هوفاك” الكوردي القومي إلى النخاغ المتمرد الثائر الذي حير المنصات و القاعات و الشوارع و الأوساط الكوردية و الأوربية بأشعاره و قصائده و أغانيه و ألحانه التي لا تموت أبدا و التي مازالت ترتل في أذان الصغير و الكبير من الشعب الكوردي.
الكاتب الأمازيغي : يوسف بويحيى
التعليقات مغلقة.