البيشمركة الذي تنحني له الهامات….
ٱسمه فاضل اسماعيل رشيد من ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﻜﺔ في سوريا ( روجاڤا كوردستان ) 1970 ،من ﻋﺎﺋﻠﺔ “ﺣﺎﺝ ﺍﻳﻮﺏ” ولد و ﺗﺮبى في كنف أسرة ﻛﺮﺩﻳﺔ ﺭﻳﻔﻴﺔ ﻣﻴﺴﻮﺭﺓ.
تلقى و أتمم دراسته ﺍلإﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭ ﺍلإﻋﺪﺍﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺤﺴﻜﺔ ،بعد ذلك سافر لإكمال الدراسة ﻓﻲ “ﺭﻭﺳﻴﺎ” سنة 1991 ،بعدها تخرج كطبيب ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ “ﺳﺎﺭﺍﺗوف” الطبية الحكومية سنة 1998.
بعدها ﺗﻘﺪم للإمتحانات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ لتعديل ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ لوزارة ﺍﻟﺼﺤﺔ كونه ﻣﺴﺠﻞ ﺑﺎﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭ نقابة ﺍلأﻃﺒﺎء (طبيب عام) ،إلتحق بالخدمة ﺍلإلزامية ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ السوري ﻟﻤﺪﺓ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻭ ﻧﺼﻒ ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻣﻼﺯﻡ ﻃﺒﻴﺐ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﺠﻨﺪ ،ﺑﻌﺪ إنتهاء ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍلإﻟﺰﺍﻣﻴﺔ مارس مهنته ﻓﻲ ﻋﻴﺎﺩﺗه ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.
مسيرة مليئة بالنجاحات و التفوق و العطاءات لكن هناك شيء أعظم مما ذكر في حق هذا الإنسان العظيم الذي لا يظهر على الإعلام و لا يعتل المنصات ،بالكاد هو الجندي الذي يعمل كل شيء في الخفاء.
في سنة 2015 بالضبط في فترة هجوم ميليشيات ﺗﻨﻈﺒﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ الإسلامية “داعش” على المناطق الكوردستانية ،أي على أبناء الأمة ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ زيادة إلى ﻛﺎﺭﺛﺔ “ﺷﻨﻜﺎﻝ” و ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ التي ألمت ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜوردي ،كانت صفوف ﺍﻟﺒﻴﺸﻤﺮﻛﺔ في أمس ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﻜﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴة أنذاك ،هنالك ﻗﺮﺭ هذا الطبيب الثري ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ بٱخوته ﺍﻟﺒﻴﺸﻤﺮﻛﺔ كي يقدم ﻟﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌه ﻣﻦ خبرة و عون طبي بدون مقابل ،تاركا خلفه متاع الحياة و الرفاهية و العيشة ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ حبا و عشقا و خدمة لوطنه كوردستان ،مرتديا اﻟﺒدلة ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ على حد تعبيره و إيمان الكورد أجمعين بقداستها لثلاث ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻟﻴﻼ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﺑﺪﻭﻥ إﺟﺎﺯﺍﺕ ،جاعلا مسكنه الجبهة و أهله ﺍﻟﺒﻴﺸﻤﺮﻛﺔ ،ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ أن يرى ﻛورﺩﺳﺘﺎﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺣﺮﺓ مستقلة ﻭ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ يرفرف على القمم.
شخصية فريدة من نوعها متواضعة و بسيطة لكنها مؤمنة و قوية و عظيمة ،كوردستان الوطن الولود للعظماء الذين قدموا التضحيات على مر التاريخ ،فكان الطبيب البيشمركة “فاضل إسماعيل رشيد” أحد هؤلاء العظماء بدون منازع ،إلى درجة أنه تخلى على كل الحقوق الإنسانية كالزواج…من أجل التضحية و التفرغ بكوردستان و تحريرها ،إلى هنا أتساءل ماذا لو إمتلك اغلبية الساسة ذرة من إيمان هذا العظيم بكوردستان؟! ،رغم هذا يبقى ذلك المجهول الذي لا تعرفه سوى الجبهة علما يقينا ،لا يعلم بتضحياته سوى البيشمركة و من يعرفه عن قرب.
بعض العظماء كهذا البيشمركة العظيم ضحوا بكل بشيء لأجل خدمة الوطن و الآخرين ،مع هذا لم ينصفهم التاريخ بالقدر الذي يستحقونه لدى الكتاب و المؤرخين و المثقفين ،متسائلا مع نفسي لكم ألا يستحق هذا النوع من الإنسان الأعلى قبلة على جبينه تعظيما له و لروحه و قيمه و إيمانه!!؟ ،إلى هنا بل يشرفني و كلي فخر أن أكون أول من يقبل جبينك أخي و أستاذي “فاضل إسماعيل رشيد”.
لك كل التعظيم و الإحترام و التقدير يا أسد “الحسكة”
الكاتب الأمازيغي: يوسف بويحيى
التعليقات مغلقة.