المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عبد الحميد جمو:..كثرة الضغط يولد الانفحار ….

113

المهزوم داخلياً والمرفوض شعبياً والفاقد للثقة بنفسه ، كي يعوض عقدة النقص التي تلازمه يلجأ إلى ارتكاب حماقات وافعال منافية للأخلاق الإنسانية والطبيعة البشرية ،فيخرح عن طور الآدمية وينجر إلى غريزة حيوانية فتسيطر عليه شريعة قانون الغابة.

وحتى يكوّن لنفسه شخصية تحقق ذاته ، لايتوانى عن فعل أي شئ كان دونما أدنى اعتبار للمشاعر والأحاسيس ودون أي اكتراث بالقوانين الضابطة للطبيعة البشرية ، وحتى تهون مهمته يعمد إلى كسب العقول المتكورة والمنكمشة فيزرع فيها سمومه وينشئها حسب مبتغاه وفي سبيل نزواته ، ويسعى لفرض هيمنته معتمداً على هذه الشريحة القابلة لتقبل أية فكرة تحقق رغباتها وتسد نهمها وجوعها ،وتشبع شبقها وغريزتها الحيوانية .

وتبدأ بخطوتها التالية في التمدد والتمادي ،فتتودد إلى شرائح المجتمع وشخصياته المرموقة بلطف ولين مستجدياً عطفها لتبنيه ، ملمحاً لها بخبثه ومكره الدفين في ذات الوقت إلى تسلط الفئات الضآلة والغير آبهه بأي شيء عليها في حال عدم الانصياع ، مبرزاً من خلالها قوة غطرسته ،فيستكين البعض حفاظاً على ماء وجهها او تحسباً وحذراً من غدرها ، فينصب جام غضبه على الرافض ويستبيحه لاذلاله وخنوعه .

يصل إلى ذروة نشوته بالانتصار المفترض المزعوم الذي حققه على حساب إنسانيته المفقودة ،فيتفرد بالقرار ويفرض سيطرته بمنطق القوة ،ويسطوا على البنى التحتية وكل مقدرات البلاد فيستعملها كورقة ضغط على الجميع بدون استثناء، حتى يصنع حوله هالة سوداء منغلقة ومعدومة التفكير متبنية افكاره ومنحازة له طوع جموحه واطماعه فيبث من خلالها فتنه ونقائصه لتعم المجتمع .

وحتى يغطي على اخفاقاته ولفظ المجتمع ورفضه له ،يلعب بارواقه المستأثرة ،منقاداً إلى حبه في التملك والسيطرة دون الاعتراف بالفشل ، فيحجب ضروريات الحياة ويطبق سياسة التجويع والحرمان ويعزل المجتمع عن العالم الخارجي بقطع وسائل الطاقة والتواصل لتشتيت افكارهم وتحجيمها وحصرها في مسار واحد لاتطال سياسته ،وكذلك يعمل على أن يتمكن حثالة القوم من الاستحواذ واحتكار الاقتصاد والتلاعب بكل مناحي الحياة وفرض همجيتهم مستخفين بمشاعر الجميع ساعين من ورائها القضاء على التقاليد والأعراف والعادات والروابط الأسرية والعلاقات المجتمعية ، ويلجؤون لهدم التعليم والقضاء وتحييد الطاقات الشبابية (ودفعهم أما الى الموت المحتوم او الهجرة ) وزرع الرعب والخوف في النفوس .

همهم الأول سياسة ( فرق تسد ) فيبثون الفتن للتفرقة بين أبناء الطيف الواحد ، وينشرون البغض بخلق النعرات الطائفية ، ممهدين بذلك السبيل إلى اقتتال داخلي أو حتى أخوي كانتقام من المجتمع الذي رفضه ورفض فكره شكلاً ومضموناً .

فيتربع على عرش دكتاتوريته منتشياً ،ناسياً أو متناسياً أن كثرة الضغط يولد الانفجار .

عبدالحميد جمو

 

التعليقات مغلقة.