إسطنبول – دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تركيا إلى الخروج من عفرين بعدما حققت الأهداف المحددة لعمليتها العسكرية في الجيب الواقع بشمال سورية.
ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن لافروف قوله الاثنين: “نحن نتحرك دائما من حقيقة أن الطريق الأسهل لتطبيع الوضع في عفرين الآن، عندما يقول الممثلون الأتراك إن الأهداف الرئيسية تحققت هناك، هو إعادة المنطقة لسيطرة الحكومة السورية”.
وشدد لافروف في تصريحاته على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يخطط للاحتلال الدائم لعفرين كهدف لحملته العسكرية في المنطقة.
كانت القوات التركية مدعومة بالمعارضة السورية بدأت عملية غصن الزيتون في يناير الماضي، لتفتح جبهة جديدة في الحرب السورية الممتدة منذ سبع سنوات.
وتستهدف العملية وحدات حماية الشعب الكردية وهي الحليف الرئيسي للغرب في القتال ضد داعش بسورية.
وتعتبر أنقرة هذه الوحدات منظمة إرهابية على صلة بالمتمردين الأكراد في تركيا.
تدعم تركيا المعارضة السورية في الصراع بينما تمثل روسيا حليفا رئيسيا للرئيس السوري بشار الأسد.
وقدر متحدث باسم الأمم المتحدة أن 167 ألف شخص نزحوا نتيجة للقتال في عفرين القريبة من الحدود التركية وتقع شمال غرب مدينة حلب.
من جهة أخرى، قام الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو الاثنين بزيارة مفاجئة إلى إسطنبول بحث خلالها سبل التعاون مع تركيا وحليفتها قطر في مجال الطاقة، وتطرق أيضا إلى مصير السجناء الأوكرانيين السياسيين في روسيا.
وأجرى بوروشينكو، الذي لم تعلن زيارته مسبقا من الجانبين، محادثات مع وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو والرئيس رجب طيب أردوغان، وفق الرئاستين التركية والأوكرانية.
وتأتي هذه الزيارة وسط ارتفاع مستوى التعاون بين تركيا وروسيا، خصم أوكرانيا اللدود التي ضمت عام 2014 شبه شبه جزيرة القرم وتتهمها كييف بدعم الانفصاليين في شرقي البلاد.
وقالت الرئاسة الأوكرانية إن بوروشينكو ناقش مشاريع طاقة مشتركة تشمل “تعاونا ثلاثيا بين أوكرانيا وتركيا وقطر”.
وقطر هي الحليف الرئيسي لتركيا في منطقة الخليج العربي، فيما تسعى أوكرانيا إلى استيراد غاز طبيعي مسال من الإمارة الخليجية ونقله بواسطة سفن عبر مضيق البوسفور في إسطنبول في محاولة لسد نقص الغاز لديها وسط المواجهة مع روسيا.
وكان بوروشينكو قد زار قطر في مارس وأعلن حينذاك أن الدوحة جاهزة لتزويد أوكرانيا بالغاز الطبيعي المسال.
لكن نقل الغاز عبر البوسفور يتطلب إذنا خاصا من تركيا التي قاومت حتى الآن فكرة السماح لحمولات خطيرة بعبور المضيق.
وقال بيان الرئاسة الأوكرانية أيضا أن تركيا دعمت نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في شرق أوكرانيا وهي مستعدة للمشاركة في هذه المهمة.
وناقش الجانبان الوضع في القرم التي عارضت تركيا في السابق ضم روسيا لها وأعربت عن قلقها على مصير أقلية التتار في شبه الجزيرة.
وذكر البيان أن النقاش تطرق إلى موضوع “إطلاق السجناء السياسيين الأوكرانيين من السجون الروسية”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وفي أكتوبر 2017 أطلقت روسيا سراح اثنين من تتار القرم المعارضين لضم شبه الجزيرة بعد أن ضغط أردوغان للإفراج عنهما، وشكر بوروشينكو حينها الزعيم التركي على جهوده.
وأصدرت الرئاسة التركية بيانا أقصر حول المحادثات مع بوروشينكو قالت فيه إن الزعيمين تحدثا “وقوفا” في المطار قبل سفر أردوغان الى أنقرة.
وذكر تشاوش أوغلو في تغريدة على تويتر إنه ناقش “العلاقات الثنائية والمواضيع الأقليمية” مع بوروشينكو خلال زيارته التي “دامت يوما واحدا إلى إسطنيول”.
التعليقات مغلقة.