- تضم العاصمة التركية / انقرا / اجتماعاً ثلاثياً يضم رؤساء دول روسيا و ايران و تركيا تلك الدول الثلاث اللاعبة في الملف السوري بشكل فاعل و إن كانت تركيا تتلاعب في الخفاء و توهم العامة بمساندة الشعب السوري و تدعمه حتى نيل حريته ، و لكن عمليته الاخيرة في عفرين و ما تلتها من انتقادات وجِهت الى الحكومة التركية كشف النقابة عن كثير من الامور ، و خصوصاً التحركات الفرنسية الاخيرة على الساحة السورية ، و الاتهامات المتبادلة بين الرئاسة بين الطزفين و التي اخرجت اردوغان عن طوره و دفعته الى الاعتراف إن عمليته في الاراضي السورية شرعية و جآئت بطلب من الحكومة السورية ، و مثل هذه السيناريوهات تكررت مراراً على لسان الرئسين الروسي و الإراني .
فالتدخل الروسي و الايراني و التركي كان بطلب من حكومة النظام السوري، و عملية غصن الزيتون التركية في عفرين ، هدفها المعلن هو القضاء على الارهاب المتمثل في حزب الاتحاد الديمقراطي و قواته العسكرية ( حسب رواية الحكومة التركية) هنا نقف امام امرين إن صَحة الرواية التركية.
الاول هو القضاء فعلياً على ال ب ي د الفصيل الحليف للحكومة السورية بسبب ما بات يشكله من خطر على النظام السوري ، و هذا يعني ان دوره قد انتهى و استنجد النظام بتركية لتنفيذ هذه المهمة كي لا يظهر للرأي العام إنه تخلى عن حليفه .
الثاتي و هو احتمال ضعيف ان تكون قيادات ال ب ي د مشتركة في المؤامرة على الشعب الكوردي .
و كِلا الحالتين فالمستهدف هو الشعب الكوردي و الغاية هي إستئصال جذور الاكراد و مسح جغرافيتهم و طمس معالمهم على الاقل في الجانب السوري الذي يشكل العبء الاكبر على الدول الغاصبة لكوردستان .
غير خافٍ على احد الاجتماعات الدورية التي كانت تعقدها تركيا و إيران و سورية و العراق كانت تهدف لقمع و إنهاء المسألة الكوردية ، واضعةً خلافاتها السياسية جانباً ، اليوم يتكرر المشهد ذاته بأختلاف واحد هو تمثيل روسيا لكل من العراق و سورية و هدف الاجتماع و غايته هو ذاته و لربما كانت الاجندات المطروحة للنقاش هي نفسها المتداولة في الاجتماعات السابقة و في هذا الصدد كتب الخبير الروسي فلاديمير ساجين مقالاً. وجاء في المقال: جدول الأعمال العام للاجتماع في أنقرة يدفع المراقبين إلى التساؤل: ما هي المسائل التي سيبحثها الرؤساء، الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب أردوغان والإيراني حسن روحاني؟
يضع فلاديمير ساجين، الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، المسألة الكردية في المقدمة، فيقول:
“هذه الصيغة تنص على مناقشة العلاقات الثنائية بين الدول الثلاث- روسيا وتركيا، روسيا وإيران، تركيا وإيران … لكن القضايا الدولية ستناقش أيضا. وفي المقدمة سوريا. تمر سوريا بمرحلة مهمة، أكثر تعقيدًا من هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”. هذه المرحلة تشكل مستقبل سوريا. عندما كان هناك عدو واحد، هو تنظيم الدولة، توافقت آراء الدول الثلاث حول مستقبل سوريا وضرورة هزيمة هؤلاء الإرهابيين في سوريا. أما الآن فبعد أن تم سحق إرهابيي تنظيم الدولة عمليا، بدأت تظهر التناقضات في وجهات نظر هذه الدول المتحالفة ضد الإرهاب حول مستقبل سوريا”.
وأضاف ساجين: “لدى موسكو وأنقرة وطهران وجهات نظرهم حول مستقبل سوريا ومصالحهم السياسية والاقتصادية. مصالح روسيا وتركيا وإيران في سوريا لا تتطابق دائماً، بل هي تتناقض في بعض النقاط. وإيجاد أرضية مشتركة مهمة صعبة للغاية يواجهها بوتين في محادثاته مع أردوغان وروحاني في تركيا.
بكل تأكيد لن يتجاهل المجتمعون المسألة الكوردية
فقبل “الربيع العربي”، كانت سوريا وتركيا وإيران متحدة حول القضية الكردية في قمعها الطموحات الكوردية في المهد. والآن تتباعد مواقف دمشق وأنقرة وطهران بدلاً من أن تتقارب. حرصت روسيا على النأي بنفسها عن القضية الكوردية… لكن مع مرور الوقت، تجد روسيا نفسها مضطرة إلى الاهتمام بالقضية الكردية في الشرق الأوسط”.
ويتابع ساجين: “لم يكن أكراد بلدان الشرق الأوسط متحدين من الناحية اللغوية والاقتصادية والسياسية في يوم من الأيام. فهم منقسمون إلى مجموعات وأحزاب مختلفة، غالبا ما تعارض بعضها البعض بدلا من التعاون. بالإضافة إلى ذلك، لعبت الولايات المتحدة دور رعاية الأكراد. مصالح الولايات المتحدة وتركيا وإيران في القضية السورية متضاربة. وهكذا، يسافر فلاديمير بوتين إلى أنقرة لمساعدة زملائه الأتراك والإيرانيين على فهم هذه الآليات المعقدة. سيكون هناك العديد من الأسئلة على جدول الأعمال. وبطبيعة الحال، فإن المسألة الكردية ستكون من بينها”.
نستخلص ان التغيير في الموقف الروسي تجاه القضية الكوردية ومعادتها ( على الغم انه ليس بجديد ) جآء او ان الذريعة هي تحالف الاتحاد الديمقراطي مع القوات الامريكية وروسيا اكثر الدول معرفة ان ال ب ي د لا يمثل الاكراد جميعا وانه فرض نفسه بقوة السلاح وبمباركة سورية ايرانية روسية ، والحقيقة ان خشية روسيا من ان تفقد مكاسبها التي دخلت من اجلها بكل ثقلها في الحرب السورية ، لا بل اصبحت الطرف الرئيسي فب هذه الحرب ،وهي هي مستعدة ان تخسر ما حققته من مكاسب من اجل اعين حزب الاتاد الديمقراطي .ولاجل مصالحها فروسيا على اتم الاستعداد للتضحية ليس بالاكراد فقط انما بالاسد اذا اقتضت الحاجة .
التعليقات مغلقة.