المجلس الوطني الكوردي في سوريا

خالد إبراهيم: تهربينَ الليلةَ

130

مثلهم تتركيني للضباعِ ولقسوةِ الهجرانِ
لا أملكُ روحَ غزالةٍ لأركضَ وأنجو
لا أستطيع أن أختبئَ عنكِ وعني

لم يعدْ لي من مكانٍ إلّا وسقيتهُ بالبكاءِ والحسرات
أطرافي تؤلمني ورأسي تتقافزُ فيهِ الخناجرُ
لا أصدقاءَ لي إلا القلائل يعرفونَ أنفسهم
ها هم معي هذه الليلة يزينونَ سمائي

تبغي وهذا الأنترنيتُ الضعيفُ كجسدي
سأتمشىّ الليلةَ على ضفاف الراين وصحبتهِ
سأختبئ مثل اللصِ عنكِ وأرقبُ هروبكِ

مثلهم تتركينني، مثلهم جميعاً تتركيني للنكران
أمي وأبي وهذه السنوات التي نعيشها عراةً
كأنّك تهربينَ نحو الشمس
وتصفعينَ قلبي برحيلكِ الخناجر
تثقبين جسدي مثل رصاصةٍ تبعثرينَ أضلعي
باردة أنتِ مثلَ بلدٍ باردٍ ومثل شهرِ كانون

لاشيء يطفئُ حرائقي الليلةَ
سوىَ أنْ أثملَ بكِ وأدخلَ جوفَ الراين.

التعليقات مغلقة.