ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻫﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻭﻓﻖ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺟﻬﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻣﻨﻴﺔ . ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺭﻭﺑﻮﺗﺎﺕ (Bots ) ﻟﺘﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ، ﻭﻳﺪﻋﻤﻮﻥ ﺃﻭﺳﻤﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻹﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻳﺨﺘﺮﻗﻮﻥ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺩﻭﻝ .
ﺗﻬﺪﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺇﻟﻰ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺗﺸﻜﻴﻠﻪ ﺃﻭ ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﻭﺗﺮﻭﺝ ﻟﻺﺷﺎﻋﺎﺕ ﻭﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ , سابقاً الجيوش كانت تتميز بعتادها وعددها و قوة وتقنية سلاحها و من أهدافها في الهجوم تدمير البنية التحتية للدولة المستهدفة و تدمير اقتصادها و بث الرعب و الإرهاب بين أفراد شعبها لانهيارها ودفعها للاستسلام .
حديثاً ظهرت أشكال جديدة من الحروب و المواجهات تختلف كلياً عن الحروب التقليدية بنوعية السلاح و نوع الجيش و هدفها هو نفس الهدف وربما أكثر و لكن يشكل اخر و المهم انها تبدء كحرب ضد مجهول و تجهل الضحية ،و الطرف الاخر يركز على الدفاع و تحجيم الاضرار و حماية الشعب و قد لا يكون الطرف الاخر دولة فربما كانت مجموعة ممولة من جماعات اخرى و ربما يستهدف فكراً معيناً
في البداية كانت اسلحة الحرب الالكترونية تقنية تقليدية تعتمد على اختراق الانظمة و الاجهزة والتنصت، اما الآن فقد اصبحت اخطر فالمستهدف هو فكر الشعوب بالتأثير على توجهاتها و قراراتها ، و اتخذت مواقع التواصل الاجتماعي اداة لها بعد ان اصبحت جزءاً اساسياً في حياة الناس .
و اكثر ما اثار الجدل حول هذا الجيش الالكتروني هو الاتهامات الامريكية لروسيا باختراق خوادم الحزب الديمقراطي و التأثير على رأي الشعب الامريكي.
فما هو الجيش الالكتروني ؟ الجيوش الالكترونية او دولة الظل كما يسمى بكل سيئاته و حسناته واقعاً فرضه العالم فالجيش الالكتروتي او الهكر او دولة الظل هي جميعها مسميات لمجموعة مدربة تعمل بشكل ممنهج وفق اجندات هدفها اختراق مواقع الخصوم و ترويج وجهة نظرها و بث الاشاعات و الاكاذيب لخلق البلبلة و لتبليغ عن حسابات شخصيات او مؤسسات بقصد ايقافها و بامكانها ايضا الضرر بالاقتصاد عبر نشاطها و التسبب في خسائر للاسواق المالية .
و هذا المصطلح أصبح أكثر شيوعاً بعد ما تمكنت مجموعة الهكر (الجيش الالكتروني السوري ) من اختراق حسابات وزارة الدفاع الامريكية و بعض المواقع الاوروبية و العربية بعد احداث 2011 و من اشهر المواقع التي اخترقها الجيش الالكتروني السوري BBC_ رويترز_اسوشيتد برس _ هيومن رايتس ووتش _ نيويورك تايمس _ وكالة الانباء الفرنسية .
تعتبر اسرائيل في مقدمة الدول المستخدمة لهذا الجيش فقد انشأت وحدات الكترونية داخل الجيش الاسرائيلي ، وقام الموساد الاسرائيلي بتأسيس صندوق لبرتاد عام 2017 و هو صندوق استثماري مختص بتكنولوجيا التجسس ، و هدفه بناء قدرة ابتكارية خارقة و الحفاظ على التفوق التقني
كذلك قامت عدت دول بإنشاء هذا الجيش و خصته بميزانية لتفادي الهجمات الالكترونية. فقد اعلنت وزارة الدفاع الالمانية في نيسان 2017 عن استكمال تكوين هذا الجيش كوحدة مستقلة داخل الجيش الالماني إلى جانب قواتها البرية و البحرية و البدأ بممارسة مهامه في الدفاع و الهجوم. و انتهج العراق ايضا نفس النهج و قد وجد ضالته تحديدا في (فيسبوك) فجعلته منصته لمخاطبة الشارع . و لا يخفى على احد التقدم الذي احرزه تنظيم داعش الارهابي من خلال جيشه الالكتروني و حربه النفسية الذي مارسه من خلال جيشه .
و من اللافت ان هذه الدول عملت بكل جهدها وقوتها على صد هجمات داعش و شن الهجوم المعاكس عليها . و في هذا المجال عملت بعض المؤسسات و الافراد على بث برامج التوعية و دعت لوضع ضوابط و سن القوانين لهذه الظاهرة التي اصبحت مهنة يستغلها الكثيرين للارتزاق و إثارة الفتن و المشاكل ، و لاجل التوعية كان لا بد من اشاعة ثقافة مهنية في كيفية التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي ، و بيان خطرها على الامن و السلم الاهليين ، فشجعت صحافة المواطن للوصول الى المعلومة الدقيقة قدر الامكان، و قد شهدت الساحة الاعلامية في الاونة الاخيرة رصد الكثير من المنشورات المفبركة و الكاذبة و نشرت بالمقابل الصور الحقيقة لها.
عبد الحميد جمو
التعليقات مغلقة.