يوسف بويحيى : عندما يصل الروس و الأمريكان إلى إتفاق ثنائي انذاك سيتحرك المجتمع الدولي بالإيجاب في عفرين…
الناشط السياسي والكاتب الأمازيغي يوسف بويحيى في حوار مع مكتب الإعلام للمجلس الوطني الكوردي في سوريا…
بداية نرحب بشخصكم الكريم…. هل لك أن تعرف عن نفسك للقارئ الكوردي وبدايات تعرفك على الشعب الكوردي؟
ٱسمي “يوسف بويحيى” من أب امازيغي و أم أمازيغية ،ولدت في قريتي الأمازيغية الصامدة الجميلة “أيت هادي” منها تعلمت كل شيء و هي وجودي التي تراقفني اينما رحلت و إرتحلت ،درست فيها المرحلة الإبتدائية، و عندما وصلت إلى المرحلة الإعدادية إضطررت للسفر إلى بلدة أخرى سكانها عرب و بعيدٌ عن الأهل و عمري ثلاثة عشر عاماً ، هناك تعرضت للعنصرية كثيرا و للسخرية كوني أمازيغي و بسبب لكنتي العربية التي تظهر فيها الأمازيغية ،كنت ادرس بحماس كبير لكي اثبت جدارتي للجميع ،لقد درست ثلاث سنوات هناك و كنت احصل دائما على المرتبة الأولى في الفصل منافسا إياهم.
عندما وصلت المرحلة الثانوية إضطررت للسفر إلى منطقة اخرى بعيدة جدا لأسباب عائلية قاسية درست هناك بنفس الحزم و كنت عضوا في الحركة التلاميذية الأمازيغية ،كنت اشارك دائما في المظاهرات و الوقفات و المناسبات التاريخية المتعلقة بالشأن الأمازيغي ،بعد ان حصلت على البكالورية بمعدل جيد ، سافرت إلى مدينة “أگادير” قصد الدراسة الجامعية في فرع الرياضيات.
في الجامعة تحررت من القيود كلها و إلتحقت بتيار الحركة الثقافية الأمازيغية ،لقد ناضلنا بكل الأشكال السلمية لكي يبقى صوت الامازيغية حيا و قائما في الساحة الجامعية ،إعتقلت مرتين على إثرهما واعاني عاهة مستدامة في صدري إلى الآن ،تمت محاكمتي و طردي من الجامعة بعد أن كنت في السنة الثالثة انذاك ،لم أيأس أبدا رغم الظروف المرضية و قلة الإمكانيات إلا انني درست بشكل شخصي الفلسفة و علم الإجتماع و علم النفس وساعدتني نظرتي الرياضياتية في ذلك”.
-من وجهة نظرك وقراءتك وتدويناتك وعلاقاتك مع الشعب الكوردي والقضية الكوردية، كيف وجدت الشعب الكوردي وتاريخه وثقافته؟
إستنادا إلى معرفتي بالشعب الكوردي فإنه توأم الشعب الأمازيغي في كل شيء تاريخياً و إجتماعياً و ثقافياً و عقائدياً و سياسياً ،الفرق فقط يكمن في اللغة لا أقل ولا أكثر ،الشعب الكوردي شعب عريق جداً يعود تاريخه إلى أزيد من 3000 سنة قبل الميلاد نفس تاريخ الشعب الأمازيغي ،كما أن الكورد كانوا شعب حضاري محب للسلام و الفن و الموسيقى و رومانسي بمعناه الفلسفي ،شعب علماني و ديمقراطي و متسامح لا يعرف الحقد و الكراهية ،تاريخه نقي جداً، و كل الحروب التي خاضها سواء قبل أو بعد الميلاد إلى الآن كلها حروب فرضت عليه حسب ماذكر في التاريخ سواء من المؤرخين الكورد او الأجانب ،
الشعب الأمازيغي يمتاز بنفس الخصائص التي يمتاز بها الشعب الكوردي ،مع العلم أن الشعب الأمازيغي يلقب الشعب الكوردي بأبن العم ،هذا دليل على التقارب الإنساني والتاريخي والثقافي والفكري ،ونحن نفتخر بأننا نملك إبن عم شريف مثل الشعب الكوردي.
– كشعب أمازيغي أيضا مسلوب حقوقه ما هي نظرتكم للقضية الكوردية و هل تشترك القضية الكوردية مع القضية الأمازيغية بشيء ؟
القضية الكوردية تشترك مع القضية الامازيغية في كل شيء ،هما قضيتان مشروعتان تاريخياً و جغرافياً و إنسانياً و ملتحمتان ببعض منذ القدم بعامل الترحال و التجارة و العلوم ،فالأمازيغ الرحال كانوا دائما ضيوف عند الكورد إبان الإمارات الكوردية و كذلك الكورد عند الأمازيغ إبان المماليك الأمازيغية إلى اليوم ،هذه الرابط التاريخي القديم هو ما أدى بقاء أرواحنا متعلقة ببعضنا إلى اليوم ،لأن الشيء لا يأتي أبداً من فراغ.
معاناة القضيتين تكمن في الإستعمار و الجور و الظلم الذي تعرضنا له من قبل العرب و الغرب و الأتراك و الفرس لسبب واحد هو لطيبة نفوسنا ،لأن الكورد تاريخياً هم مصدر الأمن لشعوب شرق الأوسط حيث أَووا اليهود والفرس في حقب تاريخ الحروب ،كذلك الأمازيغ أَوينا العرب و اليهود عندما إضطهدوا ،لكن في الأخير الكل إنقلب ضدنا و نسي جميلنا ،لو كنا غير طيبين لما عانينا كل هذا الآن او بالأحرى لكانت لنا دولة عظمى وما كان هناك شيء إسمه امريكا و إسرائيل وروسيا.
– ما هو السر الدفين وراء حبك ودعمك للقضية الكوردية؟
السر الدفين وراء حبي و تقديسي للقضية الكوردية هو أبي ،عندما كنت صغير و عمري لا يتجاوز العاشرة من العمر كنت اسمع بصدام حسين في حروب الخليج و كان صدام قدوة للشعوب العربية بعد جمال عبد الناصر الذي إغتيل ،كانت عبارة “صدام لا يقهر” نسمعها في التلفاز و المذياع بحكم مشروع القومية العربية المتفشي انذاك ،كنت صغيراً و لم اتقبل تلك العبارات و ذلك الوصف ،أغار من ذلك لأسباب لم أكن أعلمها ،لدرجة أن أبناء قبيلتي يلقبونني “صدام” و إلى الآن امي الأمازيغية مازالت تلقبني “صدام” ،نقطة تحولي من ذلك كانت عندما دخلت على أبي يشاهد تلفاز الشحن لانه لم يكن عندنا كهرباء كنت صغيرا في التاسعة من العمر على ما اعتقد ،رايت شخصا يرتدي زياً غريباً و يضع عمامة على راسه من حوله حشد من الرجال يحملون بندقيات على جبل أو مرتفع ،سالته مسرعا من هؤلاء؟؟ اجاب بأنهم الأكراد (بهذا المصطلح) قلت ماذا يريدون قال يحاربون صدام ثم قال ذلك القائد هو “بارزاني” ،تصور احسست بالفخر بأن هناك من يحارب صدام و ليس ذلك الذي لا يقهر ،بدات أصرخ في الغرفة و أقول “بارزاني بارزاني بارزاني..” ،خرجت حافي القدمين من الغرفة و أهتف بارزاني بارزاني ،لقد كان “مسعود بارزاني” .
عندما كانت تسألني المعلمة او المعلم ماذا ساكون في كبري كنت أقول لهم “أريد أن أكون بارزاني” و عندما يسألونني من هو كنت أُجيب “زعيم الأكراد الذي هزم صدام حسين الذي قلتم أنه لا يقهر” ،احببت هذا الإسم و عشقت إسم الأكراد كثيراً ،أبي غرس في قلبي حب الكورد و بارزاني و لا أكاد أكتب هذه القصة التي اتذكرها كاليوم إلا و تفيض عيناي دموعاً ،لهذا أنا أكتب لكم و عنكم لأكمل وصية أبي و عهداً لطفولتي و برائتي بحبكم و أعشق قضيتكم.لا أريد شيئاً من نضالي و لا ابتغي شيء فقط أكتب و أُناضل لأشفي الآما في قلبي ساحملها معي إلى قبري.
من هناك كبرت مع البارزاني و القضية الكوردية إلى أن دخلت الجامعة و كنت اقرنها بالقضية الامازيغية و اتحدث عنها كثيراً للاصدقاء.
اليوم كل بلدتي تعرف من هو الشعب الكوردي و قضيته و من هم البيشمركة و لقبي الجديد الآن عند اصدقائي هو “يوسف الكوردستاني” و انا فخور بهذا اللقب المجيد.
– عفرين سقطت بأيدي الاحتلال التركي والمرتزقة الذين عاثوا في المدينة خراباً ودماراً ونهباً ، من وجهة نظرك لماذا لم يتحرك المجتمع الدولي بالضد من عمليات الاحتلال التركي في عفرين وأسباب سقوطها؟
لقد كتبت على عفرين كثيرا صدقني كنت أعلم أنها ستسقط في يد الأتراك لأن القوى الكوردية الحاكمة لم تكن بقدر المسؤولية سياسياً و عسكرياً ،عفرين سقطت بمؤامرة دولية و إقليمية و محلية كوردية ،لكن هذا لا يعني انها سقطت بشكل نهائي ،بل هناك قراءات أكاديمية تثبت بأن عفرين ستعود إلى الكورد قريباً كما هو حال كركوك . أمريكا وأوروبا وروسيا لن يسمحوا بالتوسع الجغرافي التركي و الفارسي و العربي و الإسلامي بشكل عام ،لهذا فالمعركة الحقيقية للتو بدأت بعد ان كشرت أمريكا عن انيابها تجاه تركيا و إيران ،عندما يصل الروس و الأمريكان إلى إتفاق ثنائي انذاك سيتحرك المجتمع الدولي بالإيجاب في عفرين ،إتفاق سيقضي بموجبه طرد الجيش الحر و الاتراك من عفرين و من سوريا عامة.
دولة كوردستان قادمة لا محالة لانها ضرورة دولية لهذا فتركيا و إيران تعرف ذلك جيدا لهذا قرروا الحل العسكري ضد الشعب الكوردي لإفشال المشروع أو بالأحرى تأخيره.
الدولة الكوردية ستكون و اتحمل مسؤوليتي على ما أقول كون الكورد هم الحليف شعباً و قوة ذو ثقة لأمريكا و أوروبا فكرياً و عقائدياً وسياسياً.
دولة كوردستان ستكون على يد البيشمركة لتوافق فكرهم مع أمريكا و أوروبا أما الكورد الشيوعيين فتراهم أمريكا غير مؤهلين للثقة كونهم مرتبطين بالأنظمة الغاصبة و ثانياً لإديولوجيتهم الفكرية الشيوعية التي تحاربها أمريكا و أوروبا.
– كيف تنظر إلى الأوضاع في إقليم كوردستان ولاسيما بعد رفع الحظر عن مطارات الإقليم؟ وإلى أين يتجه الإقليم ؟
إقليم كوردستان هو في الطريق الصحيح و اثبت صموده للعالم ،تشبثه بالإستفتاء كان أكبر إنجاز يحسب لهم في الأونة الاخيرة ،كونها وثيقة رسمية تثبت كوردستانية المناطق المحتلة و كذلك وثيقة نصف الإستقلال.
الزعيم “مسعود بارزاني” كان حكيماً و متزناً و صامداً بخصوص حقوق شعبه و القضية و هو الأفق الكوردي الذي لا يمكن تجاوزه كوردياً و إقليمياً و دولياً.
أمريكا و فرنسا و ألمانيا و النرويج و الدانمارك هم من رفعوا الحظر على إقليم كوردستان و ليست الحكومة العراقية ، هذا يثبت مكانة و مصداقية الإقليم عند دول العالم ،فإقليم كوردستان ببيشمركته و قيادته الحكيمة في طريقه للإستقلال.
بخصوص المناطق المحتلة كركوك وخورماتو…فالأرجح أني ارى إصطداماً عسكرياً بين البيشمركة و الحشد الشعبي الإرهابي ،هذا الإصطدام سيكون بدعم أمريكي و فرنسي و ألماني الذين غيروا كليا نظرتهم إيجابا نحو الإقليم.سينتصر الإقليم مجددا و بعدها سيفرض نفسه كدولة مستقلة على كل المشككين و الخونة.
-كلمة أخيرة لمن توجهها عبر موقعنا ؟
كلمتي الأخيرة أريد أن أوجهها إلى الشعب الكوردي بأن لا يستسلم أبداً و أن يلتف حول الفكر القومي لأنه الحل و السلاح الأوحد لتحقيق طموحه ،كما أوجه كلمات تقدير للقوات الكوردية و إلى ارواح الشهداء و إلى امهات الشهداء الحرائر.
اتمنى من الكورد شعباً و أحزاباً و قيادات أن يتحدوا جنباً لجنب لأن الاعداء لا يفرقون بين الكورد أبدا ،نامل أن نرى الكورد في صف و خندق واحد لأجل تحقيق دولة كوردستان…
تحية خاصة إلى كل الاصدقاء و الإخوة الكورد الذين ساعدوني في حالتي المرضية.
اوجه تقديري و إحترامي إلى القائد “مسعود بارزاني” الذي غرسه أبي في قلبي منذ الصغر.
كل تمنياتي أن أرحل إلى كوردستان لأكمل وصيتي و أموت هناك.
حاوره : فرهاد شيخو – إعلام ENKS مدير مكتب السليمانية …
التعليقات مغلقة.