المجلس الوطني الكوردي في سوريا

وليد حاج عبدالقادر: الديمقراطية والترف القطيعي ..

155

كما هي العادة في الجمهوريات الفاضلة والمطوقة بجدران كاتمة وبديهياتها أن يتصدر مشاهدها أشكالا تمارس كأقوال لمجرد أقوال تتماوج في سيمياء من الخلط المتقصد لأشتات توجهات تتداخل وتتراكب كبقايا إن لتنظير هنا أو تعابير لهندسة جمل تنتج خلطة عجيبة فتبدو وكأنها طغيان للرئيسي على الأساسي او أن الأساسي يتيه في الرئيسي وكمثال مبسط خاصية القومي على الوطني او العكس فيصطدم القارىء مجرد ان يقرأ مابعد الفاصلة بموجات كهروفكرية تتوغل في العمق الوطني باستلاب حقيقي للمفهوم القومي وبسلق فظيع لخلطة عجيبة تتيه المتابع – من جديد – في علم كلام يحتاج الى خيمياء خاص لفرز الحوامض منها وتعليلات مرحلة مابعد القمع القومي الذاتوي صهرا وبأساليب متعددة الأدوات وكعملية استئصال حقيقي – هنا – للبعد الديمقراطي والذي يتحول الى معضلة وبالتالي فأن مفردتها الأساس – الديمقراطية – يصبح هدفها الأساس ، هذا الخلط المتعمد في التوجهات الرئيسة فتصبح حينها الركيزة الصلبة التي عليها ستندفع الهمم وفق هندسة تنظيمية محوطة بأسوار من الفولاذ وببارمومتر أشبه ما يكون موصولا بصاعق لا يتحمل اي تعليل او سفسطة تفاسير قد تعد خروجا عن الخط المزنر وبإسم الديمقراطية المفولذة ومركزية صارمة موسومة بعقائدية مقولبة ، يعتبر فيها أية تساؤل أو استفسار خارج هندسة الخط الصارم مجرد انحراف فيحكم على حامله باقتياده الى المسلخ ولربما – في بعض الحالات – يتم السلخ الفوري وامام انظار القطيع ليكون درسا ذي جدوى أفضل .. أن أشد ما يدفع هكذا أنماط في التصرف بعنف وكترويع عناصري / مجتمعي فظيع ، هي تلك اللحظات الحاسمة التي تبدأ فيها الحلقات بالتهاوي وتنكشف بعض من المطلقيات / القداسات ، وبعبارة أوضح حينما تنجلي الحقائق لتكشف عن مكنونات كانت مطوبة بهالة فتنزاح عنها هيبتها الممنوحة زعما ومعها تتحرك القاعدة – البنية ويتمظهر التململ الجمعي المحوط ببطئ ولكن ! مع انقشاع تلك الحواجز المبهمة تزداد الإنكشافات لتفصح عن حقائق تستجد بالتتابع رغم تحصينها المدرع ، فترتد لحظتها دوامات العنف لتمارس وتتقلص في بذل / لمحاولات حثيثة / تستهدف الى إعادة تحويط القدسي الخاص والعمل بكل قوة للإبقاء عليه في نطاقيته القدسية المطوبة واعادة – انتاج – تغليفه بدوائر هالات عديدة بلبوس كهنوتي مستجد ولكن واضح الإنتمائية لقدسيته الرئيس ، وطبيعي أن ذلك سيستوجب أمورا عدة ، أهمها على الإطلاق هو التصدي بكل قوة لأي مس او محاولة إظهار للاقداسة الظاهرة ولا يهم مطلقا الكلفة المطلوبة هنا من ضخ للدم الذي سيسفك طالما أن العمل يجري لإعادة انتاج القطيع ذاته ولذات الطوطمية الممارسة ، فترى الراعي مستلذا في عزفه يحرق الشجن وترا يدفع به القطيع بمراييعه صوب فيض عنيف وقد هبط الجبل وأصبح كسيل جارف والناي يعزف والمراييع يشدون من أزر القطيع والعنف الكلامي على أشده والسيل يجرف ويجرف والماء يتعكر والراعي يقتعد اعلى التلة يجسد ذلك الطوطم القدسي في لاوعي قطيعه و : .. يطل على النهر يوزع ابتساماته منتشيا ويتأمل الذئاب بألوانها المتعددة يوعدهم بالولائم يحفزهم ويستدعيهم الى جهوزية الانقضاض الأسرع ! والقطيع بمراييعه يشدون من الهمم ويصرخون : هيا .. هيا انكم صانعوها للمعجزات .. اندفعوا قاوموا المد .. علينا ان نتحدى .. نعم .. اننا نهزم الفيضان والتيار الزاحف .. أجل هو السيل الجارف ندرك ! .. هيا ازحفوا .. اسبحوا .. لا لا ؟ يصرخ مرياع من أسفل الوادي : إياكم والضفاف ! علينا ان نصد التيار وجها لوجه .. هيا .. والراعي يستلذ ويشدو وهو يتأمل القطيع ومد السيل وتعالي مياهه والجرف ينحدر بعنف والقطيع بدا عليه التهالك والرؤوس تصفعها مياه السيل الجارف يشتت في الجموع والوهن يتدرج زحفا حتى في بعض من المراييع الذين / ربما / تكون بعض خلايا ادمغتهم قد استفاقت من كمونها واعينها بدأت تبحث عن ضفاف / غابت عنها الذئاب / آمنة لفرصة مؤاتية ! و .. ينعرج الراعي في عزفه ألحانا يسترجع ذلك الماضي الجميل وبمخيال ولكن ! ربما ! مضى وقت طويل على ذلك وبات من الإرث البالي العتيق ! .. هو الوهن – مولانا – وشدة التيار يتحول الى فيض يجلب فيضا مدمر يقتلع الشجر والحجر ويجرف كل شيء .. نعم كل شيء سواه الراعي – في جبله المقدس – وهو – الراعي – الوحيد الذي لايزال يستلذ وينتعش والقطيع يتهالك والإرهاق قد هدهم فرطا .. لا لا ! إنها نشوة غرق المراييع تهربا إلا عدة مراييع يحثون المجاميع … هيا .. هيا .. هو النصر ونحن سنحققها .. هيا ثابروا ! تابعوا ! علينا أن نصد للتيار ونهزمه .. هيا أيها المنتصرون ؟! .. أنظروا الى راعينا المبجل وشدو ألحانه يغني للنصر منطربا ؟ .. أجل ! .. أجل ! ولكن ياوكيل مولانا ؟ نعم .. أننا نتهالك سيدي ؟ .. هو التعب والجوع والماء والفيض بصخوره ونحن في مواجهة سيل جارف لاندري اين هو يتجه ولا نحن إلى أين نسير ؟ .. خطأ خطأ انتم تجرمون ايها الغوغاء قالها المرياع بلثغه ال تيبتي ! ولماذا تجهدون ذواتكم ركزوا على مساركم بخطه المستقيم انظروا الى يمينكم وقطيع الذئاب المكشرة عن أنيابها ويساركم الذي بات القطيع يحاول خطف بعضكم .. ( ولكنهم سينالوننا أنى توجهنا ) رددها كل قطيعي في سره وهو يصارع المد وصدى صوت المرياع يعلو هاتفا : لاوضوح سوى الناي بعزفه ! لا أمل إلا وترجمة نمنمات هذه الأصداء عزفا نقارع به السيل وهو يتعالى ! و .. السيل تعالى وغطى المطبات والقطيع غرق من غرق والسيل رمى ببعضهم خارج الماء والذئاب اخذت تتنشط والمراييع بعضهم استيقظ فيهم جرأة التخلص من نزعة الإنقياد ! وجاء الأمر اليهم ! للمراييع الأقرب كانوا الى الراعي ، ولتتتالى غطس الرؤوس في عمق الماء المتعكر ومعها طفت – الفطائس – فوق الماء الجارف تتقاذف في جميع الاتجاهات ! .. فهل كانت هي المبتغى ؟ وتداخل انماط نزعة البقاء تشبثا رغم الهدير الذي قهقر الجموع زحفا الى وراء لا وضوح فيه سوى انتاج فيض آخر ! وهو السيل قد أدركته الجموع والسيل بالسيل يزحف والناي يصدح والرعاة لازالوا يدفعون الى انماط من التعامل كنخر شديد أخذ يتسوس و : تمارس هيكليات إستبداد قاتل وفق دفتر شروطها الديمقراطية الممارسة ؟ .

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر الموقع

التعليقات مغلقة.