المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عبدالحميد جمو: الأهداف الخفية للهجوم التركي على عفرين.

117

غصن الزيتون هي عملية عسكرية تشنها تركيا مع فصائل سوريا معارضة موالية لها على مدينة عفرين السورية ذات الأغلبية الكوردية و تقول أنها تستهدف قوات حماية الشعب التي تعتبر إمتداد لحزب العمال الكوردستاني و تشكل خطرا على حدودها الجنوبية ، و صرحت الخارجية التركيا أنها أبلغت السلطات السورية في دمشق بتفاصيل العملية و في بيان خطي وسط نفي الحكومة السورية .

و قد أعربت عددا من الدول منها الولايات المتحده الأمريكية و فرنسا و روسية عن قلقها إزاء هذه العملية،

و شهدت عددا من العواصم العالمية مظاهرات منددة بها ، و عزت تركيا عملياتها إلى حرصها على وحدة الأراضي السورية و منع إنشاء كيان كوردي يقسم سوريا ويهدد أمنها الداخلي وهذا يؤدي بالتالي الى تحجيم حزب العمال و شل حركته.

1-التقارب الكردي الأمريكي : هذا التقارب أثار المخاوف التركية فهي ترى أن من مصلحتها تفادي حصول أمريكا على شريك عسكري قوي في المنطقة حتى يبقى الاعتماد الأمريكي عليها كي لا تخسر نفوذها في حلف الناتو.

2- طموح تركيا في إيجاد موطئ قدم لها في مرحلة ما بعد الحرب في سوريا : تواجدها في المنطقة يضمن لها لعب دور بارز و نفوذ مؤثر في المستقبل السوري خصوصا و أنها معتمدة على قوة عسكرية محلية ما من شأنه ضمان مقعد لها في عملية الإعمار التي تعكس إيجابيا على الشركات المساهمة التركية و ضمان الحصول على حصة من الأموال المانحة.

3- أسباب سياسية داخلية : يعتبر المحليين أن حزب العدالة و التنمية الحاكم يسعى من خلال هذه المعركة إلى كسب الأصوات القومية التركية، فبرغم من الخلافات الكبيرة بين الأحزاب السياسية المعارضة و الحزب الحاكم ذو التوجه الإسلامي، فقد ثمة إجماع على منع قيام دولة كوردية على الحدود التركية سواء في إقليم كوردستان العراق أو سوريا ، و كذلك سوف يعوض الحزب الحاكم الضرر الناجم عن التطهير الذي طال الدوائر الحكومية بعد الانقلاب الفاشل الذي اتهم فتح الله كولن بتدبيره في – تموز 2016 و هذا الجناح كان ذو ثقل في الاصوات الانتخابية قبل الانشقاق .

4- سخط روسيا على الكورد : سعت روسيا إلى لحم الأكراد الذين باتوا غير مبالين بالمصالح الروسية و انحازوا إلى الجانب الأمريكي و في هذا يقول الخبير في مركز الدراسات العسكرية و السياسية الروسية ( ميخائيل الكسندروف ) “أن روسيا قررت عدم التدخل في الصراع التركي الكوردي بسبب ممارسات الأكراد فقد تحولوا إلى دمى تحركها أمريكا و لم يتوانوا عن تنفيذ أوامر الأوصياء الاجانب” و اشتدت هذه الرغبة حينما حاولت الوحدات الكوردية مهاجمة القوات الموالية للنظام السوري، و رفضهم استكمال مفاوضات التسوية السورية، و وفق رؤية الكسندروف : ” ان روسيا ترى وقوف الأكراد الى جانب الأمريكان له تبعات كثيرة ليس فقط لمصالح الرئيس السوري انما لمصالح روسيا في الشرق الأوسط ” لذلك لا تجد روسيا أي دافع لحماية الأكراد و تركتهم لقمة سائغة لآلة الحرب التركية.

5- رغبة تركيا في إعادة اللاجئين : حسب الإحصاءات فأن ما يناهز 3،5 مليون لاجئ يعيشون على الأراضي التركية و هذا ما يشكل عبئا اقتصاديا عليها ، لذلك لجئت الى عفرين لتؤمن ملاذا امنا لعودتهم ، قال الرئيس التركي أمام تجمع من أنصاره في مدينة بورصة في 21 كانون الثاني 2018 : ” ان 55% من سكان عفرين هم عرب و 35% أكراد و هدفنا هو تسليم عفرين لاصحابها ، نعم هدفنا إعادة إخواننا إلى بلادهم و لا يتم ذلك إلا باجتثاث أواصر الإرهاب ومنابعه و القضاء على الأحزاب الانفصالية ، و سنزيل جميع عناصر حزب العمال الكوردستاني ، هؤلاء الذين يريدون التقدم في سوريا سيدفعون ثمنا باهظا ” .

بالنتيجة فإن تركيا لا تخوض هذه المعركة لأجل تأمين ملاذ للاجئين انما هدفها الحقيقي القضاء على الوجود الكوردي ، لذلك يلمح اردوغان ان عمليته لن تتوقف عند عفرين بل ستتعداها إلى كافة المناطق التي تخضع لسيطرة الأكراد .

قال براد باني المستشار العسكري السابق للجيش الامريكي في العراق : ” ان هناك هدفين استراتيجيين حيويين لا يذكران في الخطاب التركي أولهما منع إقامة دولة كوردية على الحدود التركية الجنوبية.

وحدات الحماية الكوردية قابلة لبناء دولة و هذا يعني الغاء اعتماد كوردستان العراق على خطوط الانابيب التي تمر بتركيا و هذا يعرض اقتصادها للخطر و هذا هو الهدف الثاني .

إعداد: عبد الحميد جمو

التعليقات مغلقة.