المجلس الوطني الكوردي في سوريا

وليد حاج عبدالقادر: قوننة الإستلاب بنيوياً…

106

لعلها من تراتبيات المرحلة ماقبل النهائية لفصول كثيرة فرضتها نطاقية الإستبداد وافرازات شفط القوة الفائضة كنتاج لعلاقة صارمة بدورة العنف الفظيع الممارس بين كل الجهات ومع كل الجهات في دوران لتلك القوة المفرطة ذاتها ، وهنا ، وبعيدا عن كل التشابكات التي هي ليست سوى مرايا وعرضحال بنيوي لتلك الممارسات ونتاجاتها ، وبعيدا عن الإرهاب اللفظي الممارس والإنغماس المفرط في صناعة مظلومية نحتمي بها جميعا فتتخذ سلبا من قبل لاعبين أساس في كل شيء وأي شيء فتصبح / تلك المظلومية / كدرع في محاولة تحنيط كل الأخطاء وكخداع بصري ممارس لجماهير يزيد فيهم ضبابية المشهد و : يؤسس عليها أوهام الإنتصارات ، في تغييب تام لمراحل القضية التي ستكشف لاحقا مدى الوهن والإستلاب الفكري الذي يمارس . كما ولغط استيراد مصطلحات تبنى عليها مبادئ فضفاضة وكقناع مزدوج ، لابل بوجوه متعددة تستحضر لها قداسات تطوبها بطقوس كهنوتية يصبح فيه من لا يلمس / مثلا / حذاء الكاهن تقديسا مجرد كافر ، ويصبح الهدف الأهم هو ترسيخ تلك الفكرة الى درجة السعار كمماحكة بينية لفن التبشير في المحيط ، وتستولد مصطلحات على الرغم من كينونتها الجامدة إلا أنها تضحى صيرورة بنيوية تتمنهج مؤسساتيا وبمركزية مهجنة بطقسية يبنى عليها ويراكم العديد من المصطلحات النافية للنفي فيخون أو يكفر وعلى قواعدها تمرر وبنفس السياقية ، روحية تلك الإرتكاسة الحادة عندما ينصدم المتخيل بفراغ وهوبرة المخيال وهو يقودهم في قطيعية تبدو منفتحة ولكنها مطوقة الى درجة أنه لو اصطدمت رؤوس المراييع بجدران وطوقتهم من الخلف جحافل معادية سيبقون يرددون لقطيعية مذهلة ، حتى يوصلوا الى نفي او عدم تصديق بأن السمكة / مثلا / ما ماتت لأنها أخرجت من بيئتها ، وانما مثل الدلافين خرجت في قطيعية صوب الشواطئ تتقصد الموت كتجسيد حي للقطيعية في أبهى تجلياتها ، هذه الظاهرة التي تتبلور وبوضوح في وهم من يسعى جبرا على كل الوقائع وبمخيالية متحكمة في كل مظاهر التعليل السليم فيحول وبإصرار الإنكسارات الى انتصارات وتحت مسمى رفع المعنويات يستخدمها سما مميتا يدمر البنية السايكولوجية للمتلقن الذي يؤطر الى سياقية أخرى ، ولتعيد انتاج الحقيقة بأنه مهما فعل الصغار / أفقا / فهم لا يكبرون ومهما حاول الكبار معهم فهم لا يتوعون لأنها عقلية الإستهبال الممنهج ونزول في سوية الوعي كنتاج حقيقي لانعكاس المأزق الجواني الذي يعيشه هذا النمط فيصبح بدل أن يكون مقصيا !! تتحكمه هو عقلية الإستقصاء الممنهج وبظاهرته التي تكلست في ذهنية متشاركة بنوع عميق من الشعور بفقدان الثقة وهشاشة القناعات سوى بصورتها البوليودية منها والهوليودية ، وهذه الظاهرة معروفة وتعد من بديهيات علم النفس كما في التحليل المنهجي للبنى التظيمية المعتاشة على تحولات الحدث الزاحفة نحو الترهل تجاه الكمون الذاتي ، أو ما يمكن تسميتها بظاهرة تشظي القوة الكامنة استنادا على عوامل متعددة قد تبدأ من الإنحراف او التغيير الممنهج للأهداف ومعها طرائق النضال وبالرغم من الكبت القاسي باسم الإيديولوجيا ومن ضمنها مفاهيم الشرعنة الثورية بمحاكمها الجائرة كانت على مر التجارب والتاريخ الذي وثق ردات فعل هكذا أنواع من التشظي التي تخلق نوعا من الديماغوجيا تطيح بتلابيب المتلقي بشكليه الشفاهي السماعي او كقراءة خاصة عندما تصبح متلازمة جبرية مثل ( أمة عربية واحدة .، أو .. لا حياة من دون القائد ) لأن الناقل هنا وبجميع طرائقه يصبح مثل فيروس الإنفلونزا يحاول نقلها كعدوى اولا ، وثانيا تتمظهر طبيعة الناقل نفسه المسلوبة منه إرادة التفكير السليم ، فيبدو كناشر لصدى غيره وهذا الغير قد يكون فردا أو جماعة ولكن الأمر هنا هو سيان . أن من أشد مظاهر الإستلاب العقلاني في القطيعية المقادة هو ضخ مجهود عظيم لخلق مسخ وهمي / بكيان هو في الأصل موجود ولكن بصفات تتناقض / تختلق معه يضخمون فيه التناقض ، ويجعلونه السبب الأهم في كل انكساراتهم ويحملونه طاقة لو وجدت فيه / المسخ / كان أبتلعهم أصلا ويحيكون من حوله جملة من العاهأت يستولدونها من عميق نمطيتهم من جهة وبعض اخطاء القالب الذي البسوه لذلك / المسخ المفترض / الحقيقي منه او المتخيل و : يستنسخون المواقف وينشرونها كطقس او كلام ولربما وحي ممزوج بكلام سماوي مقدس على شاكلة : انظر يارفيقي : لقد كتبوا هنا وان .. الكومبرادور من خلال بنائها الكارتلات والمصانع هدفها توفير فرص العمل .. ويتابع متوقفا عن القراءة : ألم أقل لك رفيقي بأنهم خونة – والجملة في الحقيقة تمضي وتقول بعد توفير فرص العمل بأقل الأجور وساعات عمل طويلة لإرهاق الطبقة العاملة وابعادها عن المشاركة النضالية ، فتصبح فعلا إشكالية مرعبة خاصة حينما تتغلب النزعة الدوغمائية / الدعائية على الهدف الأساس وتصبح البروباغندا هي الغاية التي تطوع لها كل الوسائل !! وتصبح الأهداف ايضا في السماوات هائمة تبحث لها لا عن موطئ قدم وانما … أجنحة !! وتستنطق الواقعية السياسية لتقول في قانون نفي النفي انه قلع للشجر من الجذور لا التشذيب كما هو مفترض .. فتصبح هنا التهيئة المستدرجة لتخفيف الصدمة المبنية على طوباوية كانت وانكشفت ولكنها تختطف من جديد الى طوباوية أخرى / كجنوح الدلافين / إلا أنها لن تسجل كإنتكاسة ولا هزيمة بل سوء تقدير لا أكثر ، فكم مرة قالوها في انتكاساتنا ( هنا قبر كردستان ) والتي منها ( القبر ) انطلقت شعلة ثورات جديدة ! .. ولكنها بقيت معضلتنا المستجدة جينيا وتجاهلنا بأن التحلية أو الملوحة لا تتم بزيادة الملح أو السكر بقدر الإقرار بوجود فائض يتوجب ازالته او تخفيفه ! . أن عدم وضوح الرؤية والتحول من تقية الى أخرى كنوع من الرهاب الإستبدادي وكسلوك نتقبله ذاتيا هي أشبه بمقولة ( وبعثنا يسير ) ! في حين أن الثائر هو من يقر بأية هزيمة او انكسار وعلى ارضيتها يسترح لا تعبا وانما لإعادة ضبط البوصلة ! .. وهذا فيما لو ان الهزيمة واقعية وكنتاج لمعادلة صعبة كالفرق الكبير بالعدد والعدة وطغيان يرى أن الكردي الانسان وشجره بحجره هدف مشروع وبالترافق معها توفر امكانية نسف الهدف الرئيس وهذه لا تحتاج الى كثير من الجهد لإستيعابها ! وهي تفصح بجلاء أيضا عن هدف رئيسي اشتغل عليها بينيا وبتصميم نلحظه من خلال معادلة الوهن والتخوين ككتلة صلدة ؟ فترتقي معها كهنوتيات على منوال : الأسد او نحرق البلد ؟ وبالتأكيد مع الإقرار بأن الطرف الآخر ليس بخال من المسؤولية .. وكتبسيط : هي تلك المفارقة بين كتائب درع الفرات الأردوغانية وميليشيات قاسم سليماني سنرى أن نتاج مفاضلتهما ستكون صفرا سواه في منطق الذين يصرون على : وهل الرفاق يخطئوون ؟ الحزب لا يخطئ يارفيقي ؟! في تبليد حقيقي للوعي المتاح والإصرار على انتاجه بعنوان بديهي بأنه في القطيعية انت مجبر ان تسخر عقلك لدوزنة جرس المرياع كي ترى الجبل سهلا والبحر يابسة والأبيض أسود أو أنك حيوان ؟ و .. بتجاهل تام لأمر رئيس وهو : هل المراييع بشر ؟ . ومن حقها أن تفكر ؟ وليبقى الإبداع الأروع هو كرتنة القطيع أوتعليبه وبمزايا يوفرها القطيع بذاته وبامتياز . وهنا يطرح عنوان بارز ؟ هل التاريخ يعيد انتاج ذاته؟! والجواب بالتأكيد هو نعم لأن ما تمارسه الجهة المتحكمة على ارض الواقع من تخوين كل مختلف وترويض كل من تستطع وانتقال بعضهم كحيازة أي كتابع الى تابعية أخرى وكلها مؤشرات أفضت الى مسألتين واضحتين هما : الإحباط البنيوي كنتاج متراكم لكثرة التناقضات والطروحات واختلاف المواقف المتحركة ككثبان الرمال ، والشرعية التي تفتقد رغم التضحيات التي تطيح بها الممارسات ، وهذا هو الأخطر : تلك العقلية التي تمنهجت وتغولت كسلوك مورس واعني بها عقلية التتصفية لكل من يتجرأ ويقول لا !! ( كوردستان تركيا أواخر السبعينيات أنموذجا ) في محاولة للهيمنة الشمولية عنفا على الواقع السياسي واحتكار فعلي إن للحقيقة أو التوصيف تصعيدا في التخوين أو الدعوات الصريحة لأمور كارثية على مستوى القضية بالكامل ، مع ان بعضهم لا أثر لأية قضية قومية عندهم بل استهداف صريح وواضح ( للمنهج القومي الكوردستاني ) . وهنا وكما في المعادلة السياسية وكأية مسرحية او رواية وحتى على أرض الواقع فأن الخواتيم حينما تفرض ذاتها تتداخل وتتقاطع المصالح وتتسارع ويصبح الصراع تناحريا حتى بين الفئات المتلاحمة نفسها بقصدير سيء ، ويبان معها حجم التابعيات المتشعبة لمتناقضات عديدة سيما لحظة الفرز وبحث كل فئة / جماعة عن مفيدها كنتاج لما استثمرته في تلك المجموعات ، ولتظهر من جديد لونا آخر مهدرجا بخاصوية تفسح لها مجالا للعب بالتصريفات الحقوقية تمييعا تبدو كمقدمات حقيقية لابل / كعهدة عمرية / متفقة عليها وكصك ضمان يتمظهر حين الطلب والضرورة !! … ويغلف بعبارات بات صعبا تمريرها في عهد البرغر والوجبات السريعة معطلة أيضا لسرعة ملاحقة الأحداث ولكنها تمرق عبر مرياعية متفننة الى قطيعية عيونها دائما مسبلة نحو الأسفل إلا أنها تتمظهر فيهم / القطيعية / بتجل واضح فيصرخون : انهم الرفاق .. نعم الرفاق ؟! .. أمعقول أن يخطئ الرفاق ؟! مستحيل أن يخطئ الرفاق ؟! بل هم الأعداء والخونة .. المتآمرون على الحزب والرفاق ؟! أنهم يخطئوون ويرتبونها في وضع ويلصقونها في الرفاق ؟! كم انتم جبناء وتستحقون السحق وانتم تلصقون تهم الخطيئة بحق الرفاق ايها الخطاؤون ؟! . وكم هو جميل أن تستحضر الحالة هذا الإقتباس من رواية / فجوة العار / للكاتب الألباني اسماعيل كاداري والتي تتقاطع مع أشهر روايات القرن العشرين للكاتب جورج اورويل بعنوان ١٩٨٤ الذي كتبها عام ١٩٤٨ وتعتبر من الروايات الفاضحة لأنظمة الحكم الشمولية … / …. ومن ناحية ثانية صورة مؤلمة للكيفية التي تمحى بها أمة بكاملها عن خريطة العالم .. وهي كيف تبدو هنا تدريجية الحدوث حيث يتم أولا محو فكرة الثورة ضد المحتل من أذهان هذه الأمة ، ثم محو ثقافتها الوطنية بكل ما فيها من فنون وأفكار وأدب وعادات وصولا الى محو اللغة ومن بعدها الذاكرة الوطنية ككل ، فهل يذكر هذا الكلام قارئ اليوم بشيء أو بأمة محددة ؟! . / …. من جريدة الحياة العدد١٨٥٩١ صفحة ١٠ تاريخ ٢٧ / ٢ /٢٠١٤ … ابراهيم العريس.

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر الموقع

التعليقات مغلقة.