أكد مستشار مجلس أمن اقليم كوردستان مسرور بارزاني إن حلم استقلال الكورد لن يموت على الرغم مما تعرضوا له من رد فعل بمجرد اظهار رغبتهم في الاستقلال، والمدنيون الأبرياء في عفرين بحاجة إلى دعم إنساني.
وقال بارزاني في مقابلة مع موقع المونيتور الامريكي اعتقد أن حلم الاستقلال لن يموت وعلى العالم والحكومة العراقية أن يكونا على دراية بتطلعات الشعب الكوردي وبماذا يفكرون وما الاسباب التي دفعتهم الى الاستفتاء.
ونوه بارزاني بأن لسوء الحظ، أعتقد أن نوايا شعبنا قد اسيء فهمها عمدا ، لأن التعبير عن الرغبة لا يعني بالضرورة أن يؤدي إلى المواجهة، وهذا هو الحال عندما تسوء الأمور.
وأشار الى أن التعبير عن الرغبة في اختيار طريقة العيش “ليس جريمة”، وقال “هذا ما قام به شعبنا ، كان من الضروري معرفة ما يريده الكورد.
وأكد بارزاني أن الحكومة العراقية اثناء المفاوضات كانت ترى أن حكومة اقليم كوردستان لا تمثل بالضرورة رأي جميع الكورد.
وقال “اما الآن اصبحنا نعرف ما يريد الكورد. اكثر من 92 بالمئة صوتوا بنعم لصالح الاستقلال”.
ولفت الى أن تعبير امة عن رغبتها في الحياة اهم من أي شيء آخر، مضيفا “وعندما لا يقبل العالم هذا ويتصرف بالطريقة التي اتبعها، فإن هذا ينسف جميع القيم والمبادئ وميثاق الأمم المتحدة الذي يمنح كل امة حق تقرير المصير.. كان الاستفتاء ممارسة ديمقراطية متحضرة”.
وزاد بالقول “أعتقد أن الشعب الكوردي يجب أن لا يكون مسؤولا أو يعاقب بمجرد أنه عبر عن رأيه”.
وقال بارزاني إن المتحفظين على الاستفتاء، ومنهم العراقيون وواشنطن والغرب بالإضافة الى تركيا وإيران، لم يعترضوا على مبدأ تقرير المصير بل كثيرا ما كانوا يتحدثون عن التوقيت.
وقال “لم نكن نعتقد أن الأسباب التي طرحت علينا تبرر تأجيل الاستفتاء. إنني أتحدث أساسا عن الولايات المتحدة والعراقيين وبعض الدول الأوروبية. وكان قلقهم يتعلق أساسا بثلاثة امور”.
وشرح بارزاني هذه الامور قائلا إن أحدها يتعلق بالحرب على داعش أما الامر الثاني فيتصل بصعوبة حصول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ولاية ثانية، بينما الامر الثالث يرتبط بالمناطق المتنازع عليها والمخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية.
وبين مسرور بارزاني أن الكورد كانوا يملكون اجابات على هذه الامور، وهي أن الاستفتاء لن يؤثر على مواصلة الحرب على الارهاب المتمثل بتنظيم داعش.
وبشأن الامر الثاني قال بارزاني “نعتقد أن نفوذنا للمساعدة في إعادة انتخاب أي شخص، محدود جدا لأن نظام الانتخابات في العراق مصمم لضمان أن الشيعة هم الأغلبية.. نحن نعلم أن رئيس الوزراء القادم سيأتي بالتأكيد من كتلة شيعية.. وأصوات السنة والكورد مجتمعة لن تجدي نفعا”.
وعن الأمر الثالث أجاب بارزاني “البيشمركة كانت في تلك المناطق (المتنازع عليها) لسبب ما.. لأن القوات العراقية فشلت في الدفاع عنها وتركتها في اعقاب هجوم داعش (منتصف عام 2014). لم نقل ابداً أن الاستفتاء سيرسم حدودا بين كوردستان أو بقية العراق.
“كنا واضحين جدا أننا كنا نستفيد من حقنا المنصوص عليه في المادة 140 من الدستور” التي تعالج الوضع في المناطق المتنازع عليها.
ونوه الى أن مصير كركوك وباقي الأراضي المتنازع عليها يجب أن يقرر وفقا للمادة 140 من الدستور العراقي، مبينا أن الكورد لم يكن لديهم نية لفرض ارادتهم على مصير تلك المناطق.
ولدى سؤاله عن سبب اعتراض واشنطن على الاستفتاء قال بارزاني إنه لا يعلم بذلك.
وبخصوص ردة فعل بغداد على الاستفتاء قال إن صمت المجتمع الدولي لاسيما الولايات المتحدة جعل الحكومة العراقية تشعر ان العالم يقف الى جانبها في استخدام القوة العسكرية لتسوية خلافات سياسية “مع ملايين من المواطنين العراقيين في بلد يسمى العراق”.
وقال بارزاني إنه كان بإمكان واشنطن أن تقنع بغداد بان نتائج الاستفتاء لن تؤدي الى اعلان الاستقلال بشكل احادي، واصفا استخدام العراق القوة ضد قوات البيشمركة بالعمل العدواني ضد شعبه.
واعتبر أن الهجوم العراقي على المناطق المتنازع عليها كان مبيتا، وقال “كانت نية بغداد واضحة كوضوح الشمس. وعلى الرغم من جميع الدعوات التي وجهها مسؤولو كوردستان وقادة الأحزاب لإجراء مفاوضات سلمية، إلا ان التحشدات العراقية تزايدت”.
وأكمل حديثه قائلا “وبدلا من التفاوض مع حكومة كوردستان، اجرى مسؤولون في بغداد محادثات مع فصيل داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني لعقد صفقة حول كيفية تحرك القوات، وكانت الفكرة إدخالها إلى قاعدة كيه-1 العسكرية والى حقول النفط” في كركوك.
وقال إنه لم يكن هناك حديث عن دخول تلك القوات الى مركز المدينة، مشيرا الى أن هناك صفقات مختلفة بهذا الجانب فيما يبدو.
وحول الشخصية العراقية التي يمكن للكورد التفاوض معها بشأن مستقبلهم قال بارزاني “انظروا إلى تاريخنا على مدى قرن. عندما كان صدام في السلطة كان يسيطر على كل كوردستان.. اين هو؟ وأين نحن؟ لن نتخلى أبدا عن أرضنا أو رفاه شعبنا”.
وجدد الزعيم الكوردي الشاب من أن هزيمة تنظيم داعش لا تعني القضاء على ايديولوجيته، مشيرا الى اهمية معالجة الاسباب التي اظهرت التنظيم.
واستدرك “الهجمات العسكرية ضد كوردستان في العام الماضي ألقت بظلالها على الوضع، وأتساءل عن الاسباب التي تدفع أي شخص في زعزعة استقرار الجزء الاكثر استقرارا في البلاد”.
وكرر مسرور بارزاني تأكيده على أن اقليم كوردستان سيلتزم بمكافحة الارهاب ولا يخلط بين العلاقات السياسية والملف الامني. وقال “سنحارب الإرهاب مهما كان. وعندما كنا محرومين من الأسلحة فأننا كنا نقاتل نيابة عن الآخرين.. كنا نقاتل عدوا ركّع بغداد على ركبتيها.. لقد أنقذنا البلاد”.
وسئل عن الملف الكوردي السوري فقال بارزاني إن الوضع هناك اكثر تعقيدا بكثير من القضية الكوردية في العراق، مشيرا الى أن هناك قضايا داخلية أخرى في سوريا وبين الكورد السوريين أنفسهم.
وأوضح أن التضامن الذي ابدته حكومة اقليم كوردستان للكورد لاسيما في عفرين لا علاقة له بالخلافات السياسية او التحالفات مع مجموعة او اخرى.
وقال بارزاني “نحن أمة واحدة… هؤلاء المدنيون الأبرياء (في عفرين) يحتاجون إلى دعم إنساني، ونحن على استعداد لتقديم أي مساعدة يمكنها ان تخفف من معاناتهم… نحن ضد الحرب، والقضايا التي يمكن حلها سلميا ينبغي أن تعالج على نحو سلمي”.
ولم يمانع بارزاني القيام بدور الوسيط بين تركيا والوحدات الكوردية قائلا “إذا كان هناك أي شيء يمكننا القيام به لإنقاذ الابرياء سنقوم بذلك بالتأكيد”.
المونيتور/ كوردستان 24
التعليقات مغلقة.