المجلس الوطني الكوردي في سوريا

فرهاد شيخو: “عفرين وصمة عار على جبين المجتمع الدولي”..

148

 

عندما يجتمع مجلس الأمن الدولي بدعوة من فرنسا -حيث كانت القلب النابض لاتفاقية سايكس بيكو المشؤومة ١٩١٦ التي قطعت أوصال كوردستان ووزعتها على الدول الجديدة المصطنعة وفقا لمصالحها وأهدافها من دون أن تراعي مستقبل الشعب الكوردي في المنطقة – و اليوم ينتهي بدون أي إدانة أو استنكار لهجمات العدوان التركي  والمجاميع الإسلامية المسلحة الموالية لها على عفرين وبموافقة الائتلاف الذي كان الأجدر به الدفاع عن مكون أساسي من سوريا حيث كان دوماً سباقاً هذا المكون للوطنية و الثورة السورية أو أن يلتزم الصمت كونه مكتوف الأيدي و الارادة.

وندرك تماماً بأن شعب كوردستان ما زال بنظر المجتمع الدولي هو شعب لا يرتقي إلى الاتفاقات السياسية بل تقتصر مشاركتهم في أي استحقاق  للمنطقة على الزناد العسكري و يمنعونهم من إقامة دولتهم على أرضهم التاريخية .

ولكي لا نذهب بعيداً في فضاء التاريخ فكان استفتاء استقلال إقليم كوردستان عن العراق في ٢٥/٩/٢٠١٧ أكبر برهان على مدى تكالب وتواطئ المجتمع الدولي بأكمله على الشعب الكوردي- التواق لنيل حقوقه المشروعة التي ضمنتها القوانين الدولية والأمم المتحدة- هذه الدول التي تخشى على مصالحها وأهدافها لذلك فضلوا مصالحهم على مبادئهم الديمقراطية والحرية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها والتي يتشدقون بها ليل نهار.

واليوم تتكالب وتتكاثف الدول المستعمرة لكوردستان بهجومها على مدينة عفرين /كورداغ/  وبضوء أخضر من الدول الكبرى وعلى رأسهم أمريكا وروسيا و بقلق من بعض الاخرين . فالعدوان التركي على عفرين ليس كما يزعم و يعلن بأنه ضد جهة سياسية معينة إنما هو يستهدف الوجود الكوردي ككل ويدخل هذا الهجوم ضمن مصالح تلك الدول التي لم تراعي مصير ما يقارب أربعين مليون كوردي موزعين على أربع دول و حلمهم في إنشاء كيان قومي .

فمنذ انهيار الامبراطورية العثمانية و تقسيم تركتها بين الدول المنتصرة في الشرق الأوسط لن تعدل القضية الكوردية من قبل الدول الكبرى و بقت اسيرة مصالحهم بين المد و الجزر و بينهما دوماً مستنقعات من دماء أبناء الكورد و تهجير سكانهم و تعقيدات جديدة لأفاق تصعب الوصول لحلها .

فالدول الإقليمية وخاصة المستعمرة لكوردستان ( تركيا، إيران، سوريا، عراق ) مصابة وتعاني من فوبيا كوردية وتقف بالضد دوماً أمام تطلعات الشعب الكوردي و المنادي للسلام والأمان و متناسين أو يتناسوا بأنه لن يحل الوئام في بلادهم بدون الحلول الجذرية لحل القضية الكوردية و التي تعتبر من أهم الواجبات الوطنية المطلوبة لبلدانهم .

فتركيا وبزعامة رئيسها أردوغان أمير الطورانية وبفقدان البصيرة لديه يتوهم بأنه سيعيد أمجاد أمبراطوريته ( الخازوقية) ولكنه كسابقيه من المعتدين تناسوا بأن الشعوب و منهم الشعب الكوردي لا يتوانون في أي مرحلة من مراحل نضاله بالذود عن حقوقه المشروعة في الحرية و بما فيها دولته المستقلة .

فرهاد شيخو ناشط إعلامي

التعليقات مغلقة.