المجلس الوطني الكوردي في سوريا

وليد حاج عبدالقادر: عفرين بين نار العدوان وتخبط كوردها..العسكر والساسة..

108

 

لم يعد زمننا قادرا على إخفاء الحقائق بوقائعها التي باتت تفصح عن مكنوناتها أمام التطور المذهل لوسائل التواصل والكم الهائل من المعلومات التي توفرها في استهداف صريح لصناعة الرأي العام الصائب والمجدي للتوجهات المطلوبة ، ولكنها ، في نفس الوقت ، تكشف وبسرهة أوهام ضجيج غوبلز وسياقات الصحاف في نفخ ممنهج بلا واقعية ومصداقية المعلومات وتواترها لتخلق – تلك الوقائع المبالغ بها ردات فعل – أقلها – قد تكون ليست صادمة فقط بل تدفع الى الجنون ! .. وهنا وكمثال : نعيب على المجلس الوطني الكوردي المؤطر ضمن الإئتلاف السوري المعارض والبيان الذي تم إصداره وإن كانت كلمات صفت في أسطر ولكنها غلطة سياسية قاتلة ، وفي عين الوقت ، وبإسم المقاومة نتجاهل أخطاءا كلفتنا دماء المئات من شبابنا اعتلوا سدرة الشهادة ؟ .. وهنا سؤالي ؟ واعلم بأن كثيرين سيتقمصونها / للمقاومة / ليتهربوا إما رعبا من تقية أو رهابا لموالاة ؟ وآخرون ومن جديد احتماءا بتلك التقية / إضعاف ووهن المعنويات / أبهذه البساطة تسربت في الأوصال طريقة خداع / أنوشكا وكاتيوشا / في مفاصل عفرين العصية ؟ وهل غابت القراءة السياسية والعملياتية لمجمل آليات وغايات الصراع وكذلك آفاق الخرائط بألوانها ومسميات دولها ذات هدف في مناطق النفوذ داخل خارطة سوريا سايكس بيكو ؟! أم أن غاية قادة هذا التوجه انحصرت في ثلاثة اهداف رئيسة اولها تطويع البنية الكوردية وتعليبها وهي القاعدة التي تتوضح معالمها وتنكشف وكنوع من الجزية الضمنية التي لازالت يستفيد منها لا نظام الأسد وحده بل كل الأنظمة الغاصبة لكوردستان ، والهدف الثاني هو التضخيم الذاتوي ولكن في فضاء البروباغندا ، هذه الآفة التي استساغوها منذ لحظة تخليهم عن مسمى وحدات الحماية الكردية الى الشعبية والخروج من الحاضنة الأساسية ولتترافق تعمقا في الهدف الثالث مغالاة فظيعة في التطبيق العملي والشعاراتي لمبادئ حزب العمال الكردستاني ، وبالتحديد ، وفي هذا الهدف وعلى أساسه تم منهجة تنفيذ شعار إما معنا أو خائن وعميل ، والعمالة هذه بحد ذاتها ربطت بالدولة التركية مع الإحتفاظ وبطاقة مافوق ميدانية وبتبريرية للعلاقات او حتى التواصل ليست مع تركيا وحدها ! بل مع كل الدول الغاصبة لكوردستان ! .. أمور كثيرة تراكمت وقيادات الصف الأول لهم في سوريا كانوا حينما يحاصرون بأسئلة محرجة على شاكلة ما يحدث عمليا وعلى الأرض إن في آفاق المستقبل مع امريكا والنظام وروسيا ورغم ضبابية الأجوبة الا ان التخوف من المستقبل كان يتسرب من خلال احاديثهم ولدينا العشرات من التصاريح على لسان كبار قادتهم ومنظريهم حول ذلك ، ولكنهم كانوا يعكسونها شعبويا بأنه لا امريكا ولا روسيا ولا كل اللاعبين يستطيعون تخطيهم فهم القوة الأبرز على الساحة وامريكا هي التي تحتاجهم لا هم من يحتاجونها ولم يحاولوا البتة فهم او ربما لم يكن لديهم الوقت لإضاعة ثانية في قراءة المستقبل والذي ساهم كثيرون في إثارة وضرورة التنبيه لها من خلال عمليات القصقصة والتهجير وتسليم المناطق في الساحة السورية ، وباتوا أسرى تطمينات ماكوورك النظرية وليأتيهم رد تيلرسون العملي / اليوم / بتفهم امريكا لمخاوف تركيا وشرعنة حربها المجنونة ضد شعبنا الآمن في عفرين !! .. هذه الأمور ذكرها الزعيم الكوردستاني مسعود البارزاني في لقاء جمعنا به أواخر سنة٢٠١٧ حينما ابدى مخاوفه الحقيقية وتحسره للبطولات الرائعة لوحدات الحماية والتضحيات الكبيرة التي يقدمونها وسط غياب فعلي لأي مشروع او ضمانات من القوى الفاعلة لأي حق من حقوق الشعب الكردي وطبيعي استطاعت القوة المتنفذة هنا ان تغلفها بمفاهيمها الفضفاضة / الأمة الديمقراطية / ومن جديد لاستخدامها سيفا في وجه التوجه القومي .. وباختصار شديد : اذا كان القائد العام لوحدات الحماية لا يستدرك المواقف العسكرية وليس لديه امكانية حتى مجرد التوقع لأخذ الحيطة وقيادة سياسية على الأرض وغير تنفيذية اي متلقية للأوامر وجل وقتها مصروف على منهجة قمع المعارضين لها واعتقالهم او طردهم او زجهم في السجون ويسعون الآن وفي تبريرية ساذجة القول أنهم خدعوا من قبل الروس ونسوا صمت امريكا،بل وعدم اتعاظهم من سماحها / امريكا / للطيران التركي بقصف قاعدة قره جوخ وهي على مرمى نظر قواتها في قاعدة رميلان ، وحتمي هنا ، عندما تكون اية قيادة ميدانية متلقية فستبقى في طور المنفذ لا الباحث عن الحلول العملية ، وباختصار ، ورغم كل هذا ، فإن ما تحاوله هذه الجهة ومع كل ضغط او حرج عسكري وسياسي عليها ، فأفضل ابداعاتها هي أن تقوم بجلد المجلس الوطني الكوردي ، والذي بدوره لم يرتق / بتصوري / ايضا الى مستوى تجاوز المظلومية الكبيرة التي تمارسها سلطات هذه الإدارة بحق احزابها ، في حين أن الواجب القومي يفرض عليها أن تفهم البعد الحقيقي لغايات هذه الحروب التي لاتزال دولتا ايران وتركيا تشنانها ضد طموح شعب كردستان وفي الأجزاء الأربعة ، وأمام هذه الوقائع والظرف المصيري لا لعفرين الباسلة وحدها بقدر ماهي لكوردستان وبأجزائها الأربعة ، يتوجب على قيادة هذا الحزب اجراء مراجعة نقدية ذاتية وواسعة لمجمل علاقاتها واولها فتح صفحة جديدة مع المجلس الوطني الكوردي وكبادرة حسن نية اطلاق سراح معتقليها فورا والسماح بافتتاح مكاتبها وعودة المنفيين من قادتها والسعي المتبادل للعودة الى صيغ التفاهمات البينية وخلق توافق شعبي / جماهيري كوردي لان الحرب على عفرين ليست هي ضد حزب معين وان كانت هي عنوانها الأبرز ، وحتى ظهور هكذا بادرة سيكون من المحتم على المجلس الوطني الكوردي ان يتخذ موقفا اوضح اقله تجميد عضويته في الإئتلاف بعد شرعنته للغزو التركي ومباركته له والسعي لتشكيل كتلة كوردية واحدة تستند على قاعدتها الشعبية في استذكار للمظاهرات العارمة التي منحتهم حق تمثيلها في آفاق الحل السياسي لسوريا المستقبل .
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر الموقع

التعليقات مغلقة.