المجلس الوطني الكوردي في سوريا

بيان الى الرأي العام الكوردي – السوري – العالمي

129

بيـــــــان إلى الرأي العام الكوردي – السوري – العالمي

بحجج وذرائع واهية ولليوم الثالث على التوالي وعلى مدار الساعة وعلى نطاق واسع وشامل يستمر العدوان الغاشم للجيش التركي وبعض الفصائل المسلحة على منطقتنا عفرين المكتظة بالسكان الآمنين حيث يعيش مئات الآلاف سواء من سكان المنطقة الأصليين أو النازحين من الأخوة العرب ممن فروا من جحيم الحرب و وجدوا في منطقة عفرين ملاذاً آمناً.

إن شمول العدوان كافة أنحاء المنطقة وبأفتك أنواع الأسلحة من طيران ومدفعية ودبابات وراجمات صواريخ وبكثافة نيران منقطعة النظير وبالترافق مع محاولات تسلل وتقدم على الأرض في القرى الحدودية أصاب مختلف مجالات الحياة بالشلل الشبه التام وخلق حالة من الذعر والهلع بين السكان وأدى إلى نزوح جماعي من القرى الحدودية والأماكن الخطرة والقريبة من نقاط التماس.

إننا في المجلس المحلي بعفرين للمجلس الوطني الكوردي في سوريا، لا ننظر إلى هذا العدوان الغاشم باعتباره يستهدف جهة بعينها بل باعتباره استهدافا للوجود الكوردي برمته في كوردستان سوريا.

إن السياسات والتوجهات المعلنة سواءً من قبل السلطات التركية المفعمة بالعداء للتطلعات المشروعة للشعب الكوردي ولأية مكاسب قد يحققها حيثما كان، أو من تلك القوى المشاركة في العدوان والمتخمة بالشوفينية والكراهية وروح الانتقام تدل وتفضي وبشكل واضح إلى هذا الاستنتاج.

إنه من دواعي الأسف والاستغراب أن يتم ويستمر هذا العدوان وبهذا الحجم في ظل صمت المجتمع الدولي حتى الآن وفي ظل مواقف ضبابية أو متواطئة مع العدوان من قبل الجهات والقوى المعنية بهذا الصراع والفاعلة على الأرض ونخص بالذكر (روسيا الاتحادية – الولايات المتحدة الأمريكية).

إن التضامن المنشود من قبل القوى السياسية والفعاليات المجتمعية والجماهير الكوردستانية يبدو حتى الآن خجولاً، إن لم نقل مخيباً لآمال أبناء شعبنا الكوردي في عفرين ولعفرين دين في رقابهم.

إننا في الوقت الذي ندين ونستنكر فيه وبشدة هذا العدوان الغاشم والجهات المشتركة فيها ونتفهم ونقدر المعاناة الشديدة والقلق البالغ والمشروع لجماهير شعبنا.

فإننا ندعو ونحث أعضاء وأنصار مجلسنا الوطني الكوردي ومنتسبي أحزابه وكافة القوى والأطر السياسية والفعاليات المجتمعية والمثقفين وعموم أبناء شعبنا الكوردي العظيم التحلي بروح المسؤولية واليقظة تجاه الحرب النفسية للأعداء وندعوهم إلى التآزر ورص الصفوف والابتعاد عن الخوض في الخلافات البينية في هذا الظرف العصيب، مع دعوتنا من الأخوة في برلمان إقليم كوردستان العراق بالطلب من الـ ب ي د للإقدام على اتخاذ إجراءات عاجلة كمؤشر حسن نوايا ليس فقط في منطقة عفرين بل شامل لعموم ساحة كوردستان سوريا وتحقيق انفراج يخدم وحدة الصف الكوردي ،كما ندعو جماهير شعبنا الأبي التشبث بالأرض والتراب الوطني (أرض الآباء والأجداد)..

إننا على ثقة ويحدونا الأمل إذا ما تم استثمار طاقات شعبنا بشكل جيد وتحقيق الانفراج المطلوب ونوع من التضامن بأننا سنتمكن من رد العدوان والمعتدين وإفشال مخططاتهم.

ولا يسعنا هنا إلا أن نتوجه إلى الأخوة السوريين العرب والمكونات الأخرى وخاصة سكان المنطقة والوافدين(النازحين) بالوفاء للتاريخ والعيش المشترك في تحديد سلوكهم وموقفهم تجاه الصراع الناشب وعدم الانجرار والوقوع في هذا الفخ وهذه الخديعة الكبرى للسلطات التركية.

إننا في المجلس المحلي بعفرين للمجلس الوطني الكوردي في سوريا ندعو هيئة الأمم المتحدة والقوى الكبرى ذات التأثير والفاعلة على الأرض الاطلاع بمسؤولياتها والقيام بواجباتها الأخلاقية والقانونية في استصدار قرارات وممارسة الضغط على السلطات التركية ومطالبتها بالوقف الفوري لعدوانها الغاشم على منطقتنا.

ولا يسعنا في هذا المجال إلا ان نعبر عن امتناننا وتقديرنا لمواقف الدول والجهات والشخصيات التي أبدت التعاطف والتضامن مع محنة عفرين، أو التي استنكرت العدوان التركي (فرنسا – مصر…. الخ).

كما نناشد ونطالب المنظمات الدولية والأهلية سواءً العاملة في المجال الإغاثي والإنساني وفي مجال حقوق الإنسان ومراقبة الانتهاكات ومنظمتي أطباء بلا حدود وصحفيين بلا حدود القيام بواجباتها وبذل واستثمار إمكاناتها بصورة عاجلة للوصول إلى عفرين والاستعداد لوضع ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.

عفرين في 22 / 1 / 2018 م.  المجلس المحلي بعفرين للمجلس الوطني الكوردي في سوريا

التعليقات مغلقة.