نفاق المثقف الكوردي المثقف أو الطبقة الواعية في المجتمعات كافة هم رأس الحربة الأول في مواجهة مايتم التخطيط له في أقبية الغرف المظلمة من أعداء أيّ نظام أو كيان موجود . وتقع على عاتقه العديد من المهام والواجبات في غالب الأحيان أكثر من السياسي ورجل الدولة أيضاً ، على أعتبار أنه هو أي المثقف يكون أوعى ومطلعاً أكثر ويفترض به أن يتعاطى مع المسائل بدقة أكثر وحذر.
المثقفيين يعتبرون من نخبة المجتمع , وهم المفروض بهم أن يتقدموا بالبلاد. في حالتنا الكوردية تختلف المقاييس وتختلط الأدوار في دوامة مدوّخة ويعاني ذلك المثقف من حالة تشرذم وضياع وتخبط تكون غالباً في خدمة مايحاك للوطن من مآرب . ولقد ظهر العديد من هؤلاء وبرزو عَقِب المظاهرات التي خرجت في حدود محافظة السليمانية بكوردستان ، فرأينا البعض يدعو لأحترام حرية التظاهر وأحترام الرأي الآخر ، للوهلة الأولى يرى المواطن ذلك مطلباً محقاً إلى أن يُكمل الشخص قراءة مايليه من أفكار ، فنرى ذلك المفترض به أن يكون واعياً يتهجم على التجربة الإدارية والسياسية القائمة بشكل عنيف دون أن يعرج على أستخدام الأسلحة النارية ولا عمليات التخريب للبنية التحتية وضرب مؤسسات الدولة .
إن أعتبرنا الهجوم على مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحرقها تعبيراً عن سُخط وحرق مقرات أحزاب أخرى كذلك فما الداعي المستوجب لحرق دائرة للمرور ؟ أم أن ضرب وتخريب مؤسسة للمياه ومحطة كهرباء هو سُخطٌ أَم تخريب وهنا تجدر الإشارة إلى حرق مبنى قائمقامية كوية وأوراقها والمستندات التاريخية اللتي فيه وتعود إلى حقبة 300 سنة لليوم .
في أيّ بلد في العالم بأسره يمكن لأحدهم أن يبرر ماحدث من إطلاق رصاص وتصويب مباشر على رجال الأمن والمقرات الحزبية ، علاوة عن ذلك كيف للمثقف أن لا يدرك أن هناك شعارات تم رفعها جهارة تدعو لقدوم بغداد وتدخل سلطتها الفاشية الفاشلة؟ هل يُدرك ذلك المثقف أن الهدف هو زعزعة الأستقرار والأمن الموجودين في كوردستان بعد كل المحاولات المتتالية بدءاً من سقوط طاغية العراق لليوم ، حاربوا الكورد بتنظيم القاعدة وبعدها ضغوطات للتقسيم من قِبل حكومة المالكي ومروراً بإطلاق داعش على كوردستان بعد تسليحه بأحدث أسلحة الجيش العراقي وليس آخراً قطع الميزانية لتحريض الشعب على الحكومة .
وهل أدرك المثقف أن ماحصل في 16 أكتوبر كانت ضربة تقسمُ الظهر ولم تنجح بخلق أقتتال كوردي كوردي وما هذا التسليح في هذه المظاهرات إلا أستكمالاً لما قد بدأوه منذ زمن في محاولة هي آخر ورقة توت تسقط أمام جبال كوردستان أَم أنه يعلم ويجعل نفسه لا يعلم وحينها يتحول دوره من مثقف إلى مُجندٍ في الطابور الخامس المدفوع الثمن أو المجاني وكلاهما أسوأ من بعضهم .
التعليقات مغلقة.