منذ بداية الأزمة السورية والجميع- أي كلٌ من النظام والمعارضة والدول الكبرى والدول المحورية- يحاول حل هذه الأزمة كلٌ حسب رؤيته ومصالحه. نلمس كثيراً في تبادل الإتهامات للبعض في عدم إيجاد حل جذري لهذه الأزمة. مرت سبع سنوات والمفاوضات والمؤتمرات متسلسلة ومتلاحقة من ( استانا بحلقاته السبع- جنيف بحلقاته الثماني ). والشعب السوري تائه بين هذا وذاك، لم يعد يبالي لكل ما يجري لأنه أصبح على يقين من أن وضعهُ لن يتغير. هذا بالنسبة للشعب السوري عامة، أما بالنسبة للشعب الكوردي فقد بدا جلياً عليه ان لا هذا ولا ذاك سيحقق مطالبه المشروعة -أخذ تجربة إقليم كوردستان عبرة- فالسؤال أين مكان الكورد من كل ذلك؟؟. عندما ننظر إلى المشهد العام للأطراف السورية المتنازعة، فنجد أن المعارضة ليست كتلة واحدة رغم إظهار للعلن بكتلة واحدة، فالتشتت والتشرذم وصراعات مصالح الشخصية تعصف بين جنباته، وكذلك بين المعارضة والنظام، بالإضافة إلى المنافسة بين الدول الكبرى على الكعكة السورية. فلا يوجد أي بوادر تقارب وجهات النظر بين الأطراف، فالكورد ضمن هذه المعادلة غير السوية يتعرض لكارثة حقيقية لا يدخل في الحسبان. إذا المعارضة غير متفقة على مصالح الشعب السوري وكذلك النظام فكيف سيتمكنون من الإتفاق على حقوق الشعب الكوردي. هنا وضمن هذه التناقضات الكبيرة والكثيرة بين أطراف المعارضة نفسها وبين المعارضة والنظام يستطيع الكورد إستغلالها لمصلحته، من خلال عدة أمور أولاً: اللعب على وتر هذه التناقضات، ثانياً: ربط مصالح الكورد مع مصالح دول الكبرى، ثالثاً: توحيد الصف الكوردي، وخاصة في هذه المرحلة الحساسة، لأنه إذا ما إزدادت قوة الأطراف السورية المتصارعة، تنكرت لكل الوعود والضمانات المتعلقة للكورد، هذا ما تعودناه ولمسناه خلال التاريخ – عند القوة تظهر عنصريتهم وغدرهم، وعند الضعف يدقون على وتر العطف والأخوة الإسلامية- فجأةً تظهر عنصريتهم القومجية الشوفينية في عدم تقبل الكورد، فالكورد وحسب هذه المعادلة يحتلون مكان القوة في الساحة السورية، هذه الفرصة التاريخية لن تتكرر. وعلى الكورد إدراكها، والعمل بجد وبرؤية كوردية مشتركة من أجل ضمان جميع حقوق الشعب الكوردي المشروعة ضمن دولة سورية إتحادية تعددية ديمقراطية لا مركزية، والعمل بكل الطاقات في سبيل تكريس هذه الحقوق في دستور الجديد لسورية المستقبلية، وعدم إهدار هذه الفرصة التي قد لا تتكرر أو تعوض، كي لا يلعننا التاريخ مستقبلاً.
عزالدين ملا ….
التعليقات مغلقة.