فيما مضى قال الروائي العالمي نجيب محفوظ الحرب يدبرها الدهاة ويخوضها الشجعان ويكسبها الجبناء ,ويبدو انه في سوريا الحرب يكسبها الغرباء .
– ثمة اخفاق من قبل القوة الناعمة في المعارضة السورية الغارقة إما في سبات عميق وإما في نهش المكاسب المادية الآنية على حساب الدم والارض السورية
المستباحة من الجهات الخارجية ,وما يجب االعتراف به أكثر هو تشاركها مع النظام الحاكم في تقبل تسويف الوعود الهالمية الصورية ,وتسويغ مصالح الجهات الداعمة لها ,وتسويق الحلول الخزفية .
ما المف عل بوتيرة غير منقطعة فهي الخلطة السحرية التي راقت للقوى المتدخلة في سوريا ,والمشكلة من التعويذة الداعشية و البلبلة الطائفية والقلقلة الدموية.
ويوما إثر يوم يتضخم حجم التآمر والتغامز من قبل القوى المهيمنة على مكنة الحل السوري القادم لا محالة والمؤجل بلا هوادة.
ففي الارض السورية الاستراتيجية من حيث الموقع والثرية زراعيا ونفطيا لعل حجم الاستثمارات العسكرية والاقتصادية من قبل الالعبين الدوليين قد طغى على ما
قد يجنيه السوريين في حال وضعت خارطة حل مستدام لصراعهم الطاحن ,حيث يرومون لتحويل سوريا التي عانت الويالت منذ ست سنين الى ما يسمى بسوريا
المفيدة وهي تعني سوريا المبعثرة المهدمة المستساغة .
لكن أليس من المفروض في المعادلة الدبلوماسية فتح قنوات على الدوام ,واجترار ما عساه يكون ذرات من البلسم آلالم شعب مثخن بالجراح و ُسحق بما فيه الكفاية, ولا حول له ولا القوة عسكرية .
– لا يكترث أحد أو يلتفت لأصداء الرأي العام الشائع في الشارع السوري للقابعين تحت أكثر من شكل للمعاناة والحصار ,وهم يرون ضرورة وتحديدا وضع تسوية عاجلة لا آجلة لهذه الحرب الاهلية التي لا غالب ولا مغلوب فيها حتى الآن والاولوية في نظرهم على أي طاولة مفاوضات يجب أن تكون لتداول الورقة الزمنية إلبقاء ما تبقى من هيكل سوريا ..
فالزمن يرهق بل يهزم أعتى المحاربين, وهو بحد ذاته نابالم طال الثورات في بقع عديدة من العالم وأرهصها حتى قبل قادتها بحد من الشروط لا يتساوى مع ما بذلوه
من دماء وتضحيات تحت عناوين سالم الشجعان أوالنصر للنصر وهي في باطنها استسالم وهزيمة ..
وفي مفاضلة المطالب ثمة دائما ماهي مطالب سياسية وطنية ومطالب قضائية ومطالب آنية لها الاولوية في التداول والتنفيذ , ولم يحظى بها سوريو الداخل إلى
الان , وهذا ما تبرره قوى الإئتلاف السوري والمعارضة بكل أطيافها بأن النظام الحاكم في دمشق هو الذي يماطل ولا يفاوض بجدية ,وفي المقابل يستثمر النظام
هذا الانبطاح الدبلوماسي بعقد المزيد من المصالحات وحمالت التهجير القسري والقصف الجوي.
– الاهدار الزمني الخلاق ينال من دماء السوريين يوما إثر يوم وهو احدى عوارض الفوضى الخالقة التي يسعى الامبرياليون الجدد إلى توطيدها في دول شرق
المتوسط منذ عام 2001 , الهيئة الدبلوماسية السورية بحاجة إلى اسعاف مكناتها
وتسريع ديناميتها أما معذرة المفاوضين السوريين لعجزهم نتيجة ترهل الارادة الدولية لحل الازمة في سوريا لهو أمر غير مقبول ,ويُفضل في هذا المقام اعترافهم بفشلهم تحت وطأة الاستثمار العالمي لازمة في سوريا من جهة ,وتراخيهم في قرع كل الابواب أو مسك الحبال التي من شأنها تحصيل اختراق على صعيد الحل
من جهة أخرى .
– في أتون حر ب لم تهدنها تعاقب الديمستورات ،ولا تواتر الجنيفات , يبقى قائما على مدى قدرة السوريين المفاوضين على محاكاة الخطوط التعويل
الدبلوماسية الطاغية في العالم ,و الوصول للمطابخ التي تصنع القرارات وتعد الاجندة وتوجهها ,وهو ما تبدو عاجزة عنه المعارضات السورية السائرة كل منها
في درب ويا ليت دروبها جميعا تؤدي إلى طاحونة واحدة.
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتبة وليس له علاقة بوجهة نظر الموقع
التعليقات مغلقة.