عقد يوم الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجة العرب في العاصمة المصرية القاهرة لبحث سبل مواجهة تدخل نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران.
وجاء عقد الاجتماع عقب مجموعة من التحولات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط مؤخراً، بما في ذلك استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري احتجاجاً على تدخل نظام الملالي في بلده لبنان، وإطلاق الصواريخ الإيرانية من اليمن من قبل الحوثي نحو العاصمة السعودية الرياض، وتوسيع نطاق تدخلات النظام الإيراني في العراق وسوريا، والتنبؤات المتعلقة بالنهج التوسعي للنظام الإيراني في المنطقة.
ما كان يميز الاجتماع الأخير عن الاجتماعات السابقة، هو المواقف الحازمة للدول العربية التي ظهرت في خطابات وزراء الخارجية. انهم اعتبروا اطلاق الصاروخ على الرياض بأنه «تحول خطير» داعين إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث تهديدات النظام الإيراني ضد دول المنطقة مما يشير إلى تحول جديد وأكبر يجري في الدول العربية.
ما تسبب في قيام الدول العربية بمثل هذه المبادرة هو ما ظهر خلال الأشهر الأخيرة من حالات تؤكد توسيع العلاقات بين النظام الإيراني وحزب الله اللبناني وعبرها مع الحوثيين في المجالات العسكرية والتدريبية والتسليحية.
وتخشى الدول العربية من فوات الوقت ويصبح النظام الإيراني أكثر تجرأ ويوسع نفوذه في المنطقة، مستغلاً في ذلك السياسات غير الحازمة التي اعتمدتها الدول الغربية حيال إيران لحد الآن.
وهذا التفسير للسياسة الغربية والتهديدات المتزايدة هو بالطبع تعليق واقعي وينبغي الاشادة به ودعمه. ولكنه ليس كافياً ويجب أن يرتقي إلى مستوى جديد، تكون الخطوة الأولى منه، تشكيل جبهة جديدة ضد النظام الإيراني.
ان تشكيل هذه الجبهة ينسجم ما تتطلبه السياسة العالمية، واذا كانت الدول العربية مصرة على ذلك، فبالتأكيد ستدعمها الدول الغربية، لأن مصالح الغرب في المنطقة تقتضي مثل هذا الدعم لتشكيل هذه الجبهة. وسوف تؤخذ هذه الجبهة على محمل الجد وستضمن فوزها، حالما تعمل بالتنسيق مع المقاومة الإيرانية. والا ينبغي القول مسبقاً انها ستولد ميتة.
من الخطأ تجاهل المقاومة الإيرانية لأي تغيير في إيران وهذا ما تم تجربته حتى في الغرب ولم تقطع شوطاً طويلاً وأدت إلى اطالة عمر النظام الخطير.
ان المقاومة الإيرانية مستعدة الآن من كل الجوانب للعب دورها في تغيير النظام الحاكم في بلدها. تلك المقاومة التي تمثلها السيدة مريم رجوي والتي تمتلك قوة عازمة وجاهزة وموثوق بها ولديها خبرة على مدى 50 عاماً من النضال ضد ديكتاتورتي الشاه وخميني، وقدمت في السنوات الأخيرة ورقة عمل ذات 10 بنود لمستقبل إيران ومدعومة من قبل طيف واسع من أبرز شخصيات أمريكية واوروبية وكذلك عربية.
ومن خلال القاء نظرة إلى الأحداث التي وقعت داخل إيران خلال العام الماضي، يمكننا التعرف على المكانة الفريدة التي تحظى بها المقاومة الإيرانية في هزيمة الانتخابات في مايو الماضي في إيران وتشديد الأزمات الداخلية للحكم وذلك بفضل قبول المجازفات من قبل الشبكة الشعبية الواسعه للمقاومة، بدءا من داخل سجون نظام الملالي وإلى المدن والمناطق المختلفة في إيران.
ان النجاح في الحملة الثانية والعشرين لمناصرة قناة الحرية (سيماي آزادي) فضائية المقاومة الإيرانية والتي عرضت صورة للقاعدة الشعبية لهذه المقاومة، فضلا عن حملة لايصال الاغاثات من قبل أنصار المقاومة داخل البلاد إلى المنكوبين بالزلزال في محافظة كرمانشاه غربي إيران، تلبية لدعوة السيدة مريم رجوي، كلها تشكل وثائق دامغة تؤكد امتداد هذه المقاومة وجذورها الشعبية.
ولذلك يبدو أن مشروع تغيير النظام الحاكم في إيران، وضع على الخط الصحيح داخلياً واقليمياً ودولياً، ومن المتوقع أن لا يطول حدوث هذا التحول الى وقت بعيد. مشروع يضطلع فيه الجميع سواء الإيرانيون وغير الإيرانيين، ودول ومؤسسات غير حكومية وشخصيات!
عبدالرحمن مهابادي: كاتب ومحلل سياسي حبير في الشأن الإيراني
التعليقات مغلقة.